3
7
السعودية

فتاة سعودية ضحية انفصال 28 سنة من السجن والحرمان

صحيفة المختصر – “أعيش الغربة في وطني.  أدفع ثمن أخطاء الغير. حُرمت أبسط حقوقي، وأُعالَج بالواسطة.  أُنقل إلى المستفشى بالتهريب.  لم أدخل يومًا المدرسة.
تحولت حياتي إلى جحيم، والمنزل إلى سجن”.. بهذه الكلمات، التي استبقت أحرفها الدموع، شرعت “فتاة الجوة” “م.ن” سرد حكاية معاناتها، التي دامت 28 عامًا، المتمثلة في تجاهل والدها لها، وتركها من غير هوية انتقامًا عقب انفصاله عن والدتها.
البداية
تقول “فتاة الجوة” إن والدها سعودي، وانفصل عن والدتها يمنية الأصل منذ أن كانت طفلة، وكان هذا انطلاق المعاناة.. مبينة أنه عقب أعوام عدة رحلت والدتها نتيجة داء ألمَّ بها؛ لتعيش في كنف أخوالها.
بعد فوات الأوان
وأشارت إلى أنه لم يتم إضافتها، أو استخراج دوْنَ مدني لها؛ والسبب في هذا يرجع إلى ابتعاد الوالد وإهماله لها سنوات.. موضحة أنه عقب ما يقارب 24 عامًا شرع والدها في التحرك عقب مطالب وتوسلات.
انسحاب
وتابعت: وبعد أن بلغ الملف إلى مراحله النهائية، ولم يتبقَّ منه إلا الشيء اليسير، انسحب والدي مجددًا؛ لتبقى قضيتي عالقة في مديرية الأحوال المدنية.
لافتة إلى أن عمرها بلغ إلى 28 سنة، ومع هذا لا تزال تترقب حلم استخراج دوْنَ مدني؛ لتنال حقوقها بوصفها مواطنة سعودية، التي حُرمت منها طول العقود الثلاثة الماضية.
معاناة العلاج
وتقول إنه بالإضافة الى فقدان مستقبلها فإنها تتكبد آلام بالغة بنحو يومي، خاصة حينما تتعرض لعارض صحي.
موضحة أن المستشفيات ترفض استقبالها بسبب عدم حملها أوراقًا ثبوتية إلا بشق الأنفس والواسطة.. ولافتة إلى أن نقلها إلى المستفشى يُعدُّ مغامرة، أشبه ما يكون بـ”التهريب”! الطريق إلى العنوسة معاناة “فتاة الجوة” لم تكف عند هذا الحد، بل إنه – ووفق ما قالت – تخطى لها العديد من “العرسان” إلا أن أوراق الإضافة توقيف عقبة أمام نصيبها.
المطالبة بالتدخل
وأبانت أن كل ما تريده من الجهات المعنية، ومنها إمارة منطقة “جازان” وإدارة الأحوال المدنية، هو التوقف إلى جانبها، وعجالة إيجاد حل لقضيتها العالقة منذ أعوام نتيجة ربطها بوالدها الرافض للحضور.
إحدى صور الإيذاء واعتبرت الناشطة الحقوقية عضوة حقوق الإنسان بالسعودية، الدكتورة سهيلة العابدين، أن ما فعله الوالد يندرج أسفل نظام الإيذاء، الذي يحاسَب عليه القانون في السعودية.
وذكرت “العابدين”: أرغب من الأحوال المدنية المرونة في مثل ذلك الطراز من المعاملات، وعدم اشتراط تواجد الأب؛ لما يترتب عليه خسائر لعدة الأبناء. وطالبت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بإحضار الوالد جبرًا، وتطبيق نظام اللائحة التنفيذية لقانون الحماية من الإيذاء بحقه.
يحق لها التقدُّم للمحكمة من ناحية أخرى، ذكر المحامي والمستشار القانوني منصور الرفاعي لـ”سبق” إنه يحق للشابة قانونًا الرفع بإلتِماس إلى مديرية الأحوال المدنية؛ لمخاطبة الجهات ذات العلاقة بإحضار الوالد بالقوة الجبرية، أو توفير مظلمة للمحكمة.

4

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى