صحيفة المختصر – من فوق خشبة مربعة مغطاة بقماش ومستندة على 4 “إطارات” صغيرة صنعها بيده، يواصل المغربي محمد حميدي أداء طوافه في المسجد الحرام مستخدماً كفيه.
يقول حميدي : “أطوف حول الكعبة المشرفة بهذه “الآلة” العادِيَة وسط عشرات الطائفين تارة أدفع نفسي، وتارة يدفعني المعتمرين من كافة الجنسيات في منظر يجسد قول المصطفى-صلى الله عليه وسلم:”المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا”.
وعلى الرغم من تقديم رئاسة الحرمين عربات كهربائية، ويدوية لذوي الاحتياجات الخاصة إلا أن “حميدي” فضل أن يطوف على “آلته” التي صنعها في يده بغية الأجر.
وخلف ابتسامته التلقائية، يحكي محمد حميدي، من قرى جنوب المغرب “العيون” حكاية بتر رجله اليمنى من الركبة عقب تعرضه لحادث سيّر قبل 17 عاما، وهو يقود شاحنته، وقرار الدكاترة بتر رجله اليمني حتى لا تتدهور وضعه الصحية بالكامل.
ويقول:” الحمد لله راضٍ بما قسمه الله لي في الدنيا، لدي 5 عيال وأعيش حياتي طبيعية، وهذا العمرة الثانية في حياتي، وأحلم أن أحج قريباً”.
مبديا سعادته بأداء مناسك العمرة بكل يسر وسهولة على الرغم من إصابته، وفرحا بمساعدة الطائفين، قائلا:”هذه أخلاق المسلم مع أخيه المسلم، وليس بغريب منهم توفير المساندة لإكمال الطواف”.
مستدركا أن منع استعمال العربات المحددة لذوي الاحتياجات الخاصة التي توفرها الرئاسة لأنه يريد الأجر من الله وإكمال الطواف بشّدّة اليدين، وهذه نعمه من الله.
مشيدا بجهود حكومة خادم الحرمين الشريفين ورئاسة الحرمين في تقديم شامل الإمكانات والخدمات لينعم بها كل معتمر بكل راحة وسهولة.
