3
7
الدين و الحياة

عدد تكبيرات عيد الاضحى وحكمها وتوقيتها

صحيفة المختصر – العيد وصلاة العيد يقترن العيد في الدين الإسلامي بشعائر وعبادات عظيمة يؤديها المسلم، بعد ذلك يأتي العيد بعدها؛ فيأتي عيد الفطر عقب قيام المسلمين بفريضة الصيام، ويأتي عيد الأضحى عقب قيام المسلمين بفريضة الحجّ، وللعيد في الإسلام شعائر وعادات خاصّة تدلّ عليه؛ من أداء صلاة العيد، وزيارة الأهل والأقارب، وذبح الأضاحي في عيد الأضحى، والتكبير في الوطن الإسلامية، وفي ذلك المقال سوف يتم تناول مسألة تكبيرات عيد الأضحى، من إذ المعنى والوقت بمشيئة الله.
العيد في اللغة مأخوذٌ من عاد يرجع عوداً، وجمعه: أعياد؛ وهو كلمةٌ مشتقَّةٌ من العادة؛ لأنّ الناس قد اعتادوا ذلك، ويُعرّف العيد أيضاً بأنّه: اليوم الذي يلتقي فيه الناس، وقد سُمّي العيد بذلك؛ لكثرة عوائد الله -سبحانه وتعالى- وفضائله التي تعمُّ كافة خلقه، وقيل: سُمّي العيد بذلك لأنّه يتكرر ويعود في كل عام، وقيل بذلك لأنّه يرجع بالفرح في كل عام.
أما أعياد المسلمين المعتبرة في الشرع فهما عيد الأضحى وعيد الفطر، وكلا هذين العيدين يأتيان مرة في العام، أما العيد الثالث فهو يوم الجمعة الذي يأتي مرةً كلَّ أسبوع.
يُعرّف العيد في الاصطلاح بأنّه اليوم الذي يُحتفل فيه بمرور ذكرى سارَّة، أو يُعاد الاحتفال فيه بمرور ذكرى سارّة.
[١] أما صلاة العيد فتُعرَّف بأنها: ‏صلاةٌ تتألف من ركعتين، يؤديهما المسلم في صبيحة يومي عيد الفطر وعيد الأضحى على حسب لجنة مخصوصة تشمل إضافة تكبيرات إلى الصلاة.
[٢] تكبيرات صلاة العيد
تُعرّف التكبيرات في الاصطلاح بأنّها: قال الله سبحانه وتعالى، وتعظيمه من خلال كلمات وألفاظ خاصة؛ منها قول: الله أكبر، وصفة التكبير أن يقول المسلم: (الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد).
[٣] مواعيد وأيام تكبيرات عيد الأضحى
يشرع وقت تكبيرات عيد الأضحى عند فقهاء كل من المذهب الحنفي والمذهب الحنبلي عقب صلاة الفجر بشكل مباشر من يوم عرفة، أي من فجر يوم التاسع من ذي الحجة، وينتهي وقت التكبير عقب أداء صلاة العصر من آخر يوم من أيام التشريق؛ أي اليوم الرابع من أيام عيد الأضحى، وعليه فإنّ تكبيرات عيد الأضحى تكون خلال خمسة أيام، أمّا فقهاء المذهب المالكي فقالوا إنّ وقت تكبيرات عيد الأضحى يشرع من عقب صلاة الظهر من يوم عيد الأضحى، وينتهي بصلاة الفجر من اليوم الرابع من أيام عيد الأضحى، أمّا فقهاء المذهب الشافعي فقالوا إنّ وقت التكبير في عيد الأضحى يشرع من فجر يوم عرفة ويمتد إلى غروب اليوم الثالث من أيام التشريق، ولكثرة عدد التكبيرات في أيام عيد الأضحى سُمي عيد الأضحى بعيد التكبير.[٤] موضع تكبيرات العيد يعد التكبير في ليلتي عيد الفطر وعيد الأضحى من السنن الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وصيغة التكبير هي أن يقول المسلم: الله أكبر الله أكبر، وهذا التكبير يُستحب ذكره في المساجد والمنازل والطرقات والأسواق، فهو غير مقيد بالصلوات.
أمّا التكبير الذي يقوله المسلمون عقب أداء الصلوات فهو التكبير المقيّد وهو خاص بعيد الأضحى، ويبدأ من صبيحة يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق، أما التكبير المطلق في عيد الأضحى فيبدأ من رؤية هلال ذي الحجة ويمتد إلى آخر أيام التشريق، وأما صيغة التكبير فذهب عدد من أهل العلم إلى أنّ المسلم يكبّر ثلاث تكبيرات متتابعة، فيقول: الله أكبر الله أكبر الله أكبر، ومنهم من نمى على التكبير القول: (الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرةً وأصيلاً ،لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله والله أكبر) وذهب عدد من أهل العلم إلى أنّ الأفضل التكبير مرتين.
[٥] حكم التكبيرات في صلاة العيد
ثبتت مشروعية صلاة العيد بنصِّ من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وبإجماع العلماء والفقهاء والصحابة والتابعين على مشروعيتها، أمّا من القرآن الكريم فدليل مشروعيتها قول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)،[٦] أمّا من السنة النبوية فدليل مشروعيتها، ما رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأبو بكرٍ وعمَرُ رضي اللهُ عنهما، يصلونَ العيدَينِ قبلَ الخُطبةِ)،[٧] أمّا من الإجماع فقد أجمع المسلمون على مشروعية صلاة العيد ونقلوا كيفيتها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على خلافٍ بين العلماء في الكيفية،[١] وقد اختلف الفقهاء في عدد تكبيرات ركعتي صلاة العيد على عدة أقوال:[٨] ذهب فقهاءالحنفية إلى أنّ عدد التكبيرات في صلاة العيد في كل ركعةٍ من ركعتي صلاة العيد ثلاث تكبيرات؛ فبعد أن يعتزم المصلّي الدخول في صلاة العيد ويكبِّر تكبيرة الإحرام يشرع بالتكبير، وذلك بأن يكبر ثلاث تكبيراتٍ يزيد فيهن يديه عند كل تكبيرة، ويسكت بين كل تكبيرة وأخرى، ولا بأس أن يقول بينهن: (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلاّ الله، والله أكبر)، ويكون موضع التكبيرات قبل قراءة سورة الفاتحة.
ذهب فقهاء المالكية إلى أنّ عدد التكبيرات في ركعتي صلاة العيد ست تكبيراتٍ في الركعة الأولى وخمس تكبيرات في الركعة الثانية ماعدا تكبيرة الإحرام في الركعة الأولى، وباستثناء تكبيرة الانتقال من الركعة الثانية، وموضع التكبيرات يكون قبل قراءة سورة الفاتحة في كلا الركعتين.
ذهب فقهاء الشافعية إلى أنّ عدد التكبيرات في صلاة العيد في الركعة الأولى سبع تكبيرات ماعدا تكبيرة الإحرام، وفي الركعة الثانية خمس تكبيرات ماعدا تكبيرة الانتقال.
ذهب فقهاء الحنابلة إلى أنّ عدد التكبيرات في صلاة العيد ست تكبيرات في الركعة الأولى، وفي الركعة الثانية خمس تكبيرات.

4

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى