3
7
الدين و الحياة

ما هو طواف الوداع ؟ تعريف طواف الوداع

صحيفة المختصر – طواف الوداع هو الطواف الأخير من الأطوفة الثلاثة في الحج،والطواف الأخير في العمرة، وهو آخر مناسك الحج والعمرة، حيث ينبغي أن يكون طواف الوداع آخر عهد الحاج أو المعتمر بالبيت الحرام، لما ورد عن النبي صلّى الله عليه وسلم حين قال:”لا ينفرنّ أحد حتّى يكون آخر عهده بالبيت”، فلا ينشغلنّ زائر البيت الحرام عقب الوداع بأي أمر آخر في البيت الحرام، وعليه أن يستعدّ للسفر إلى بلده، وعدم الرجوع مرة أخرى إلى البيت الحرام، فإن عاد إلى البيت الحرام من عقب طواف الوداع، أو نام عقب الطواف واستيقظ عقب فترة حتم عليه إرجاع الطواف مرة أخرى، وقبل الخروج من البيت، أي عقب الانتهاء من طواف الوداع يصلي الحاج أو المعتمر ركعتين لتكون آخر ركعتين في الزيارة، ويدعو ما اراد أن يدعو،وإن اراد أن يوجه بما هو مأثور عن النبي فله ذلك، بعد ذلك يستدبر الكعبة ولا يسير إلى الخلف، فلم يصل عن الرسول ذلك، ولم يُرى الرسول يفعل هذا عقب طواف الوداع ومغادرة البيت الحرام.
يأتي طواف الوداع في الحج عقب نفور الحاجّ من مِنى، فينزل في المحصب ويبيت ليلته الأخيرة هناك، بعد ذلك يدخل مكة في آخر تلك الليلة أي قبل الفجر، فإن صمم الحاج على السفر حتم أن يطوف طواف الوداع، وإن ارتأى أن يتأخر فعليه أن يؤجل طواف الوداع إلى آخر إقامته، وقد أؤكِدَ عن رسولنا الكريم أنه كان حين ينهي مناسك الحج، ويعقد النية على السفر يوجه فيقول:” آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون، صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده” ويعتبر طواف الوداع واجبا في الحج عند جمهور الفقهاء، ولم يخرج عن هذا إلا المالكية الذين شاهدوا أنه سنة مؤكّدة، ولا يجوز ترك طواف الوداع إلا لعذر شرعي كما حدث مع صفية زوج النبي صلى الله عليه وسلم حين حاضت، ولم ينتظرها الرسول،حتى ذكر عليه الصلاة والسلام: ” أحابستنا هي” وهذا دلالة إلى جواز تركه للحائض، ولا كفارة عليها، أمّا من تركه من غير عذر، حتم عليه أن يهرق دما؛ بسبب أن في هذا استخفافا بسنة الرسول عليه الصلاة والسلام.
أمّا طواف الوداع في العمرة فهو غير ملزم للمعتمر، لكنّ الطواف أجود من عدمه، ولا يختلف في الكيفية عن الطواف في الحج.
أمّا عن فطنة نهاية الحج بطواف الوداع، وعدم السفر ومغادرة البيت الحرام إلا عقب تأدية ذلك الطواف فإنّ الحاج زائر استجاب لدعاء الله و أمره، فهو ضيف على الله، ولهذا من الأدب أن يستأذن الضيف إذا أرادة المغادرة والعودة إلى مقامه الذي وفد منه، فقد نال الحاج بشرف زيارة البيت الحرام، وشكرا لله على نعمته ومنه ينبغي على الحاج أن يستأذن ويشكر ويودّع، والبيت الحرام أحب المنازل والأماكن إلى الله، وليس أمرا عاديا أن يخرج الحاج منه كما يخرج من أي موقِع آخر، كما أن عيادته ليست متكررة، بل قد تكون مرة واحدة في العمر، ووفقا على هذا يصبح الوداع والصلاة فيه قبل تركه قراراً واجباً.
 .

4

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى