ودّع الدنيا فجر هذا اليوم، مؤلف الكتاب المعروف “حصن المسلم”، الشيخ الدكتور “سعيد بن علي بن وهف القحطاني”؛ وذلك عقب أقل من شهر على إصابته بواحد من الأمراض الخبيثة.
وسوف تؤدى الصلاة على الفقيد عصر هذا اليوم في مسجد الراجحي بمدينة الرياض؛ فيما سوف يتم دفن جثته في مقبرة النسيم.
وكانت صحف محلية قد نشرت تقريراً أواخر شهر ذي الحجة الماضي، ذكرت فيه إن الفحوص الطبية التي أجراها الشيخ “القحطاني” بيّنت إصابته بواحد من الأمراض الخبيثة، وسط لهج محبيه بالدعاء له بالشفاء والعافية.
وقد انشغل الشيخ “القحطاني” بالعلم منذ صغره، واشتهرت مؤلفاته؛ بل تُرجمت للغات أجنبية تعدت ٤٤ لغة لكتاب “حصن المسلم” فقط، كما أن له مئات المؤلفات الفقهية المتنوعة.
وولد “القحطاني” عام 1372هـ، وتخرّج في كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود عام 1404هـ، بعد ذلك توج على الماجستير عام 1412هـ، برسالة عنوانها “الحكمة في الدعوة إلى الله”، بعد ذلك توج على الدكتوراه عام 1419هـ، برسالة عنوانها “فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري”.
واستعرض محبوه بعضاً من جهوده الدعوية، وسيرته المشرفة؛ فقال عنه باحث الدكتوراه الكويتي الشيخ “أحمد بن حسن الجفيري”: “مؤلفات فضيلة الشيخ الدكتور سعيد بن وهف القحطاني، عالم يتوقد هِمة وحيوية.. هالني كثرتها وجودتها، ولو انشغل بالحروب الكلامية وفتنة التصنيف وتصنيف الردود على فلان وفلان لما كان له كل هذا النتاج العلمي المبارك الذي ترجم معظمه، ووزع بعضه بالآلاف. بارك الله له وفيه وعليه”.
كما ذكر عنه “الدكتور محمد ضاوي العصيمي”: “ما كان لله يبقى.. نحسب -والله المطّلع على الخفيات- أن كتاب “حصن المسلم” لمؤلفه الشيخ سعيد بن وهف القحطاني، كان لله؛ فقد بَقِيَ أثره وعم نفعه وعَظٌم وقعه”.
وتابع : “كتاب صغير تُرجم لعشرات اللغات وطُبع ملايين النسخ ووُزع في العالم أجمع.
مؤلفه يسألكم الدعاء له بالشفاء من مرضه الذي نزل به”.
وتعددت عبارات محبي صاحب هذا الإرث العظيم؛ بل صاحب التحصين المعروف الذي قد لا يخلو بيت أو جامع إلا وقد وُجدت نسخة منه بداخله، بسؤالهم الله أن يجعل تحصينه للكثير من المرضى والمسلمين سبباً في تحصينه بدنياه عن المرض، وفي آخرته عن النار.
