3
7
السعودية

خالد بن سلطان: الحرب القادمة على أمن الفضاء الإلكتروني وخسائرها هائلة

صحيفة المختصر – ذكر الرئيس الشرفي للمجلس العربي للمياه، الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز: “إن اختراق الشبكات الحيوية للدول لأهداف سياسية أو إرهابية يسبب أضرار مادية رهيبة وهائلة، لها تأثير مباشر في الاحتياجات المعيشية للإنسان من ماء وغذاء وطاقة وبيئة”.
وأضاف في كلمته أمام المنتدى العربي الرابع للمياه، الذي شرعت أعماله يوم أمس بالقاهرة أسفل عنوان (الشراكة في المياه.. مساهمة في المصير سعيًا للتوصل الى الحرس المائي العربي): “شعار المنتدى شعار عظيم، وهدف طموح، نأمل جميعًا تحقيقه تحقيقًا واقعيًّا بمجهودات جادة، أمينة وصادقة، حتى تصبح ثقافة، قوامها: التعاون والتآزر والتفاهم وعدم الأنانية”.
وأوضح أن “هذا ما أسميناه سابقًا دوائر الحرس الرباعية”، متسائلاً: “فهل ذلك الاختراق الإرهابي يحتاج إلى جيوش تقاتل لتطبيِق إرادتها؟ أم يكتفي بإدارته الحرب إلكترونيًّا؛ ليتحقق أولاً تلوث المياه بيولوجيًّا، وإعاقة الصرف الصحي، وانهيار أمن الغذاء والطاقة والبيئة؛ لانهاء المعركة بهزيمة الطرف الآخر، وفرض الإرادة عليه من من غير طلقة واحدة؛ ليصبح البديل الوحيد أمامه هو اضطراره إلى الاستجابة للابتزاز، ودفع الفدية، وتنفيذ المطالب بلا رَهِن أو شرط؟ والحوادث التي حدثت خلال السنتين الماضيتين تعد شاهدًا واضحًا على ذلك”.
وأكد أنه “لن تسقط حروب للسيطرة على مصادر المياه أو تدميرها، ولكن سوف يكون هذا بأسلوب تقني غير تقليدي، وهو الحرب السيبرانية، حرب الفضاء الإلكتروني، التي نعيش عدد من أحداثها الآن”.
وتابع: “إن الحرب المقبلة عمومًا سوف تكون حربًا إلكترونية أو حربًا على أمن الفضاء الإلكتروني؛ ما يؤول إلى وقوع أعظم الاضرار البشرية والمادية بأقل جهد ممكن، ومن من غير تجييش القوات المسلحة.. بل عكس ذلك، فإن اختراق أنظمة القيادة والسيطرة والاتصالات والحواسب والاستخبارات (C4I) سوف يكون هو السلاح المدمر الخطير والمدخل إلى العمليات كافة”.
وأكد على أن الاختراق الإلكتروني أصبح أداة جديدة، أو هو طراز جديد من أنواع الحروب الأشد احتمالاً، التي تستهل بالاختراق، بعد ذلك التجسس على الأنظمة المعلوماتية، والوصول إلى الشبكات الإلكترونية، ومن بعد ذلك تعطيل أنظمة التحكم والسيطرة عليها، وتحقيق الأهداف بتطويعها أو تدميرها.
مشيرًا إلى أن الحوادث التي حدثت خلال السنتين الماضيتين تعد شاهدًا واضحًا على ذلك.
وأشار إلى أن معظم العلماء في نطاق المياه اتفقوا على أن الماء الموجود على سطح الأرض وفي باطنها يكفي بل يرفع على الاحتياجات الإنسانية، ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في أذى الإدارة المائية، وغياب الوعي المائي، وضعف الثقافة المائية لدى البشر، وعدم كفاءة مديرية المياه عنصرًا فاعلاً من أفراد الحرس الوطني للدولة.
ونوه بضرورة الإدارة الراشدة والسلوك المائي المتحضر في ضوء تأصيل علم اللِقآء المائي، واتباع المراحل الست لدورة الإدارة الناجحة، والاستخدام الرشيد لجميع تقنية متاحة، بما فيها التكنولوجيا النانومترية في المحافظة على نعمة المياه من مصادرها كافة.
ودعا النخبة من الخبراء العرب والعلماء في نطاق المياه في المنظمات الدولية والمحلية والوطنية إلى الابتكار والإبداع في نطاق الإدارة، وتحديدًا “إدارة الموارد المائية”.
واقترح سداسية الحل في إرتفاع الوعي المائي، وتحقق الإرادة السياسية الراشدة، واتباع منهج الإدارة المعرفية المتكاملة للمياه، واعتماد الحوكمة العالمية المائية العادلة، وتسخير التقنية النانومترية لخدمة الأهداف الإنمائية، واتخاذ الخطوات التقنية لمجابهة الإعتداءات المتواصلة على أمن الفضاء الإلكتروني، وبخاصة المائي منها.
وكان الأمير خالد بن سلطان قد وجه في انطلاق الكلمة العزاء لمصر قيادة وشعبًا في شهداء جامع الروضة في شمال سيناء، مؤكدًا أن “مصر ستظل آمنة إلى يوم الدين، وبلد الحرس والأمان”.
وقد ألَحَّ المنتدى أعماله لليوم الثاني باستعراض عدد من المحاور، وهي: المياه والتنمية المستدامة، والترابط بين المياه والغذاء والطاقة، والتكيف مع التحولات المناخية، ونوعية المياه والنظم الإيكولوجية، والحلول المستدامة للموارد المائية المشتركة، والمياه في نطاق العلم والتكنولوجيا والابتكار.
ويهدف المنتدى الذي يُعقد كل ثلاث سنوات، ويختتم أعماله اليوم الثلاثاء، إلى لقاء أعضاء المجلس من 22 دولة عربية مع شركائهم من الخبراء والعاملين بمجال المياه في المنطقة العربية، ومن كافة أجزاء العالم؛ لاستعراض القضايا والتحديات داخل قطاع المياه في المنطقة العربية، التي تعد أزيد المناطق قلة في الموارد المائية.

4

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى