صحيفة المختصر - بات مشهد غرق محافظة جدة، بأنفاقها وشوارعها وحاراتها وتضرر منازلها، طقسا شبه سنوي في موسم الأمطار، ما دفع مواطنين ومقيمين إلى التجهز بجميع الأدوات الضرورية لذلك، مثلما يتجهز الشخص للبرد أو الحر. وفور تصفح مواقع التراسل الاجتماعي، تكاد تكون مشاهد الغرق، في الفيديوهات والصور، متشابهة ومتطابقة الجنسية مع سنوات سابقة، في تمايز يُذكّر بحالة "الديجافو"، التي تدفع فردا للإحساس بأنه عاش اللحظة التي يعيشها حاليا في مرة سابقة. وتنوعت ردات نفذ مواطنين ومقيمين تضرروا بفعل مياه المطر التي حاصرتهم، ولكن غلبت الهزء التي سببتها وروّضتها العادة، وإن كانت لا تخلوا من حسرة واضحة، إذ بدت شابة وهي تتزلج في أحد الطرقات ممسكة بحبل مربوط في سيارة، في حين صوّر آخر مقطع شريط مصور من أحد الأحياء الغارقة بصورة جمالية، معلقا: "فينيسيا الإيطالية فرع جدة"، في حين ظهر شخص جالسا على خزان ماء تجرفه المياه، في منظر غرائبي. ووصلت مياه المطر هذه المرة إلى أماكن عديدة، فاخترقت فرع البريد السعودي الحكومي مهاجمةً الطرود والرسائل، واقتحمت مستودعات مؤسسة توكيلات شهيرة وأغرقت السيارات، ومرّت على صيدلية مستشفى الملك عبدالعزيز، ولم تنسَ المنازل، إذ دخلت عددا من البيوت، وتكدست في عدد من الشوارع. وجاءت ردود الفعل سريعة من النائب العام الشيخ سعود المعجب، الذي وجه فرع النيابة في منطقة مكة المكرمة بالقبض على كل متورط، كائنا من كان، في حين يباشر مسؤولو إمارة مكة وأمانة جدة الحالة ميدانيا، في ترقب صدور توضيحات بشكل رسمي تُسوغ ما حدث.
