3
7
السعودية

صور.. سعوديون يزورون قرية “الظالم أهلها”.. ذهلوا ولم يصدقوا ما رأوه

صحيفة المختصر – لم نصدق ما رأيناه في هذه القرية إذ أصابنا الذهول من تلك العادات والتقاليد الأقرب إلى العادات البدائية، إنها قرية “بيان” التي يقال إن ذويها مسلمون، وتسقط وسط جزيرة لومبوك التي تتجزأ إلى لومبوك الشرقية ولومبوك الغربية وتسقط القرية العجيبة في الجزء الشرقي من جزيرة لومبوك.
وذكر لنا مرافقنا أنَّ هذه القرية وهذه البقعة بالذات شهدت تدشين أول جامع منذ 520 سنةً إلى جزيرة لومبوك، وهذا المسجد موجود للآن، وتأسف المرافق لما سوف نشاهده وما سوف ترصده عدستنا قائلاً: “أرجو منكم أن تسلطوا الضوء على هذه القرية الغارقة في غياهب الجهل والتخلف لعل وعسى أن يتجه إليها دعاة يعيدون الإسلام إليها ويصححون العادات والتعاليم، فهم وطن طيب ولكن متمسك بعاداته ويعتقد أنها من صحيح الدين – انتهى كلام المرافق.
وأصابنا مزيج من الدهشة والشغف لكشف تلك التخطيات وللحق اعتقدنا أنها تخطيات ربما تكون طفيفة أو لا تمس جوهر العقيدة وربما أتت في الشكليات ولكن مع الأسف أصابنا الهلع والروع برؤية ما يطرأ في داخل القرية”.
قرية تقرير هي أول بقعة في جزيرة لومبوك تنشىء مسجداً للصلاة منذ عام 1510 ميلادي يوافق عام 890 هجري، وكان أحد الرجال التجار الذين أتوا من جزيرة جاوا وأنشىء المسجد ويدعى “جو عبدالرازق” وتستهل القصة من هنا حينما بدأ ذلك التاجر في بناء المسجد وأخذ يعرف الناس في القرية الإسلام ومبادئه والصلوات وهم – أهل القرية – يؤكدون أنهم تعلموا من الشيخ عبدالرزاق أن الصلاة ثلاثة فروض وهي الفجر والصبح والمغرب، وبالطبع سألنا المرافقين لنا وردوا بأن هذه خرافات متوارثة ولا يمكن لمن يبني مسجداً ويهتم بالدعوة إلى الإسلام أن يحرف في تعاليمه، وأرجع المرافقون الأمر إلى الخرافات والعادات القبلية، ولم يقف الأمر إلى هنا فهم -أي أهل قرية بيان- لا يلبسون ثياب إلا ما يستر عوراتهم فقط، ما إذا كانوا رجالاً أو نساءً وعملهم الوحيد في الأرض الزراعية المجاورة للقرية ويتقاسمون الطعام وممنوع عليهم 10 شؤون كما يقولون ليقتدوا بالمسلمين الأوائل.
والممنوعات العشرة هي الزواج من غير أهل القرية والهواتف النقالة، وأطباق استقبال البث الهوائي، والمذياع والسيارات والماكينات وأدوات الزينة للمرأة وآلات التصوير والمشاعل النارية المميكنة وأكل الخنزير.
وعندما شرع موثق “سبق” في التقاط الصور، رفضوا التصوير، ولولا تواجد المرافقين الذين أفهموهم أننا نحترمهم وأننا صحفيون، وافقوا على الجولة والدخول للقرية بدون وجودهم وبدون تصويرهم على وعد منهم بمدنا بصور خاصة عن طريق الشيخ تيسير، وبعد تعب سمحوا لنا بالتصوير.
وأشار لهم كبيرهم بالدخول في بيوتهم فتوجه الجميع إلى منازلهم وتركوا المرافقين معنا يشرحون لنا القرية وأقسامها ومذبح الحيوانات والمسجد والمقابر وغيرها من العلامات المميزة للقرية ولم يبق معنا إلا الأطفال والمرافقون وتجولنا في القرية كأنها خاوية على عروشها ورفضوا أن يفتحوا لنا المسجد، فنحن غرباء لا يفتح لنا أو لغيرنا المسجد إلا لأبناء القرية فحسب كما يخطب فيه فحسب في عيد الفطر وعيد الأضحى ومولد الرسول صلى الله عليه وسلم.
وللآن لم تكف غرائب هذه القرية العجيبة فهم يبنون بيوتهم من سعف النخيل وجذوعه وممنوع منعاً باتاً أن يبنوا بيوتهم من أحجار أو مواد بناء جديدة فيعتبرونه رجساً، واعتقدنا أن ذلك الأمر هو الأخير في أعاجيب هذه القرية، فوجئنا بعادات الذبح فطقوسهم أن يضعوا الذبيحة في وسط القرية ويجمع أهل القرية ويدورون حولها حتى في لحظة ما يقومون بذبحها عقب التسمية عليها بعد ذلك يدورون مرة أخرى حتى يقف الدم بعد ذلك يقومون بسلخها وقطعها وهكذا.
وكان آخر ما عرفناه عن أهل قرية تقرير وعددهم لا يتجاوز ألفي شخص أو أزيد قليلاً أنهم لا يسافرون ولا يرتحلون ومنذ أعوام قليلة فحسب بدؤوا يبتاعون المواد الغذائية مع جيرانهم في القرى الأخرى.
توقفنا في اجتماع مع الداعية الشيخ محمد تيسير الأزهر، وهو أحد الدعاة الكبار في لومبوك وكافة أهل الجزيرة يعرفونه ويوقرونه بنحو كبير، سألناه: هل هذه القرية مسلمة؟ قال: “هنا في إندونيسيا ستجد العديد من الغرائب والعجائب ولا ضير طالما أننا نحاول أن نصلح بالموعظة الحسنة ونحتاج فحسب من كافة المسلمين والدعاة وأصحاب الرأي والإقناع أن يبادروا بمساعدتنا في إصلاح مفهوم الإسلام في هذه القرى ونحن نعلم تلك القرى “الظالم أهلها”، ونحاول معهم منذ أعوام مضت ولكن الإمكانيات شحيحة وهم -أي أهل قرية- تقرير لا يرجون لله وقارا.
وأشار الشيخ تيسير إلى إلقائه العديد من المحاضرات في القرية وحولها ويحاول هو ومرافقيه أن يغيروا تلك الأمور.
وأكد الشيخ تيسير أن فرقة من الشيوخ والدعاة قد بنوا العديد من المساجد بالقرب من هذه القرية ليرى ذويها الفارق بين ما يعتقدونه وصحيح الدين.
واقترح حضور دعاة ذي مكانة من السعودية أو مصر إلى أهل قرية تقرير وذلك بسبب أن شيوخ السعودية لهم مكانة عظيمة لدينا وأتوقع بحضورهم ربما يبدل الله على أيديهم تلك العادات ويهدي ذويها وسيكون أيسر وأسرع، وبين الشيخ تيسير أنهم لن ييأسوا من رحمة الله في إصلاح هذه المعتقدات وتبديل نمط حياة قرية تقرير وحياتهم اليومية، لقد دهشنا من حياتهم العادِيَة والبدائية وشاهدنا قدور الطهي على النار، وبعد هذا يذهب معظمهم إلى العمل في مزارع الأرز، وهذه القرية يمكن أن تصبح منبراً حقيقياً للإسلام الصحيح الوسطي، فحسب علينا وعلى الإخوة الدعاة في العالم الإسلامي أن يهتموا ويأتوا ليساعدوننا، فإندونيسيا بلد كبير ومتباعد وإمكانياته قليلة.

4

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى