يتميز العالم العربي بكرم الضيافة القيم المتوارثة من خلال الأجيال، وتعد الضيافة هي نمط حياة لدى العرب، وقد اشتهر عن العرب قديماً استضافة المسافرين في الصحراء منذ قرون عديدة، حتى أضحت اليوم جزء لا يتجزأ من أسلوب التعامل.
وتتميز المملكة العربية السعودية بحسن الضيافة فهي إحدى أركان عاداتهم وتقاليدهم التي توارثوها فللضيف مكانة عظيمة في نفوسهم ويولونه أعلى مراتب الاهتمام ومعاملة خاصة للغاية ولا يتوانون في ضيافته، في أي وقت من النهار أو الليل، بغض الاطلاع عما هو السبب من أجل الزيارة، وقد رثت هذه الثقافة من التقاليد العربية ومن تعاليم الدين الإسلامي.
واليك عدد من العادات والتقاليد المتبعة في استقبال الضيف في المملكة العربية السعودية:
1- تجهيز الموقِع المناسب للضيف: إذا كان زيارة الضيف متوقعه، ينبغي على المضيف أن يعتبر أحسن مجلس للضيف ويقوم بتنظيفه وترتيبه جيدا لكي يشعر الضيف بأهميته لديه ويراعي أن يكون موقِع الجلوس مريح وبعيدا عن أي مخدش حياء للمنزل كي لا يشعر الضيف بالحرج ولا يجرح حرمة البيت.
2- الأناقة لاستقبال الضيف: احتراما، للضيف يجب ارتداء عدد من الثياب فهذا يبين احترما واهتمام بقدوم الضيف كما على الضيف كذلك يجب ارتداء شيء أن يبين احترامه للمضيف فعليك أن تتأنق كأنك تستعد للقاء مدير أو شخص هام بالنسبة لك.
3- عبارات الترحيب: تعتبر عبارات الترحيب عاملا هام جدا للتعبير عن هناء المضيف بالضيف وإظهار مدى سعادته بتلك الزيارة، لذلك ينبغي أن تكون لطيفه جدا وذات مدلول لجعل الضيف بانه مرحب به ولا يتم الاكتفاء بقول مرحبا وكيف حالك.
4- البهجة دائما: يجب على المضيف أن يكون مستمر البهجة أثناء إقامة الضيف، وان يبتسم دائما كي لا يشعر الضيف بالملل أو انه ليس موضع ترحيب وعندها قد يقوم بالرحيل.
5- أسلوب الضيافة: فافي انطلاق يتم تقديم القهوة والتمر والشاي تصحب ببعض من أنواع الكعك والحلى، بعد ذلك يليها وجبة الطعام ويفضل على المضيف أن يقوم بالتعجيل بها بسبب أن ذلك من سمات كرم الضيافة وعلى المضيف منع إستفسار الضيف إذا كان يود أن يتناول طعام بل عليه أن يوفر الطعام فإن ذلك علامة البخل.
وتتكون وجبة الطعام في الغالب من طهي خروف شامل مع الأرز أو الدجاج وتشكل الوجبة بالغة كي لا يشعر الضيف بالحرج بالإضافة الى عدد من المشروبات الباردة،ومن الآداب التي يراعيها المضيف أيضا ألا يزيد المائدة قبل أن يأخذ الضيف كفايته من الطعام،وكذلك لا يشبع قبله بعد ذلك ينصرف ويتركه بسبب أن ذلك يحرج الضيف .
6- مساهمة الأهل لوجبة الطعام: من المفضل توجيه الأصدقاء أو أشخاص الأسرة للمشاركة في وجبة مع الضيف خصوصا إذا كانت وجبة الطعام بالغة كي لا يشعر الضيف بالحرج من تناوله وحده وجبة طعام كبيرة.
7- التمر والقهوة من الأساسيات: تعتبر التمر والقهوة من أساسيات الضيافة في البيت السعودي لذلك تجدها دائما حاضره ولا يتم رفعها من امام الضيف طيلة فترى الاستضافة فهي متاحه له طيلة الوقت.
لقد تميز العرب بإكرام الضيف، وتفردوا بهذه المكرمة، وافتخروا بها على الأمم، ولم تكن خصلة عندهم تفوق خصلة الكرم، وقد بعثتها فيهم حياة الصحراء القاسية، حيث كان العرب يعيشون في بادية شحيحة بالزاد وحياتهم ترحال وتجوالوكل واحد منهم معرض بسبب أن ينفذ زاده، وكانوا يصفون بالكرم عظماء القوم.
واشتهر عدد من العرب بهذه الصِّفة الحميدة حتى صار مضربًا للمثل، كان حاتم الطَّائي مِن أشهر مَن عُرِف عند العرب بالجود والكرم حتى صار مضرب المثل في ذلك.
