صحيفة المختصر – يترقب ملايين الموظفين السعوديين تَحوِيلْ رواتبهم غداً عقب ترقب استمر حوالي 40 يوماً عاشوها بلا رواتب؛ إذ إنه جرى صرف راتب رمضان يوم الإثنين 23 رمضان، ومضى شهر شوال بشكل كامل بلا رواتب، وسيتم تَحوِيلْ راتب الشهر ذاته يوم غد 4 / 11 وفقا جدول صرف الرواتب.
وبين راتب الجوزاء الأخير وراتب الأسد الذي سيُصرف غداً قضى الموظفون الحكوميون أطول فترة في تاريخ صرف الرواتب السعودية وذلك عقب تغيير صرفها بالأبراج, مع مطالب لوزارة المالية بعودتها إلى التاريخ الهجري؛ نتيجةً لمرور البعض منهم بضغوط مالية.
وقد ذكر الكاتب الصحافي حمود أبوطالب؛ في مقالة “الأبراج والراتب .. ما أطولك ليل”: “أصبح مسألة رواتب الموظفين أحد أهم المواضيع التي يتناولها المجتمع بنحو أو بآخر هذه الأيام، وغالباً بصيغة النكتة الساخرة التي تغلف الامتعاض والتذمر بداعي الزمن الطويل الذي يقطع بين موعد راتب شهر رمضان وموعد راتب شهر شوال الذي سوف يكون وفقا التقويم الجديد في انطلاق شهر ذي القعدة، ما يعني مرور حوالي ٤٠ يوما بين الراتبين تخللتها مناسبة عيد الفطر وعطلته المزدحمة بالمناسبات الاجتماعية التي لا يصمد أمامها راتب الموظف لأزيد من أيام معدودة”.
ومع طول هذه الفترة لجأ الموظفون إلى ربط الأحزمة وتطبيق سياسة التقشف وتخفيف الإنفاق، خاصة أن الكثير من الأسر السعودية صرفت قسماً هائلاً من الراتب على العيد وما يتبعه من مناسبات وزواجات وسياحة داخلية وخارجية؛ فضلاَ عن أوجه الإنفاق الأخرى كالفواتير وغيرها.
وقد نصح الأكاديمي المتخصّص في التسويق وسلوك المستهلك، الدكتور أحمد بن سهيل؛ في بيانٍ إعترف به قبل أيام: “بضرورة إدراج خطة مالية وإدارة الراتب حتى لا يكتشف الشخص ذاته أمام ضائقة مالية خاصّة بالأشهر الحالية، مثل شهر شوال وما يرافقه من مناسبات وزيارات وأهمية الادخار من كل راتب للعودة إليه في أوضاع الضرورة ووضع سياسة للراتب”.
وتوقع ابن سهيل حينذاك بأن: “إنفاق السعوديين في الأسبوع الذهبي للتجار (آخر ثلاثة أيام من شهر رمضان الكريم، إضافة إلى أربعة أيام العيد) بما يقارب ١٥ مليار ريال، تصرف منها ٩٠ % على الكماليات والأمور الاستهلاكية، أيضا من المترقب أن يبلغ عدد السياح السعوديين في فصل الصيف ١٤ مليون سائح متوزعين بين السياحتيْن الداخلية والخارجية؛ يصرفون فيها حوالي ١٠ مليارات ريال على السياحة الخارجية، أيضاً يُتوقع صعود فواتير الكهرباء في فصل الصيف إلى أرقام قياسية إذ إن ٧٠ في المائة من فاتورة الكهرباء في فصل الصيف بداعي المكيّفات”.
ومن المترقب أن تنشط الحركة التجارية يوم غد عقب ركودها في الأيام الأخيرة من الشهر الماضي، وستضخ الأسر السعودية الملايين في قطاع التغذية والتسوّق.
يشار الى أن اجمالي رواتب السعوديين تبلغ حوالي 480 مليار ريال.
