تسبب مقطع شريط مصور منتشر في المملكة العربية السعودية يرصد قيام نجم شبكات التراسل الاجتماعي الكبير في السن السبعيني علي بن كرمان، بالتحرش بممرضة في مستشفى القنفذة، بغضب واسع بين ناشطين، أدى إلى إلقاء القبض عليه من قبل الأجهزة الأمنية واستدعاء الممرضة التي تحرش بها.
وعرف الكبير في السن السبعيني شهرة بالغة منذ عدة أشهر فقط، إلا أنه لم يتمكن فيما يتضح من الاستمتاع بها، حتى أوقعت به حادثة التحرش التي تناقلت بنحو واسع بين ناشطين.
فمن هو الرجل الذي اشتهر من عقب عوز طويل، بعد ذلك انقلبت الشهرة عليه مجددًا؟ قضى علي بن كرمان سبعين عامًا على الأدنى من عمره في فقر وحاجة، لم يتمكن فيها حتى من الزواج، وعاش في منطقة شبه معزولة ملحقة لمحافظة القنفذة على مساعدة الضمان الاجتماعي وبعض المحسنين وفقًا لتصريحات إعترف بها شخصيًا في أوقات ماضية لوسائل إعلام محلية.
وأدى مقطع شريط مصور تَناقْل للمسن السبعيني إلى غير مسار حياته رأسًا على عقب، حيث انتشله من العزلة والعوز إلى مجد الشهرة والمال.
وباتت عبارة ”لا علمني لا تخليني أقعد أمشي لاني مقيدا ولا مفكوك“ التي قدِمت في المقطع، إحدى أشهر العبارات المنتشرة في المملكة، واستخدمت لاحقًا في أغاني ”الشيلات“ والقصائد وحتى الإعلانات.
ورغم أن هذا الفيديو جرى تصويره قبل عدة سنوات، لكن علي بن كرمان عرف الشهرة قبل عدة أشهر فحسب.
وفي تفاصيل الفيديو الذي تسبب بشهرته، وفقا ما ذكره الكبير في السن علي في بيانٍ لقناة ”العربية“: ”هذا رجّال رفيق لنا جاني وطلب مني أكلم مديره في العمل أتوسط له يأخذ عطلة والمدير ما فهمت منه هل هو موافق والا لا، وقلت للمدير، نبغى له إجازة، وأبغى أتأكد منه إنه وافق قلت له علمني لا تتركني لاني مقيد ولاني مفكوك وما قصر معنا“.
يد الرحمة التي غيرت حياته
وعلى غرار الآلاف من السعوديين الذين شوفوا الفيديو الشهير، شاهده أيضًا الفتى محمد الشريف، الذي أثار فضوله ورغب في التعرف على صاحبه عن قرب، ليتوجه مباشرة إلى حيث يسكن الكبير في السن السبعيني.
ووجد ”الشريف“ أن علي بن كرمان يسكن حياة صعبة، فقرر الاعتناء به واصطحابه معه إلى محافظة جدة ومعاملته كفرد من أشخاص عائلته.
وبالفعل أخذ محمد الشريف، ”بن كرمان“، لأداء العمرة، بعد ذلك اصطحبه معه إلى مصر أثناء إتجاهه إليها في رحلة عمل وهناك وعن طريق مقاطع ”سناب شات“ وصور وثقاها معًا شرعت شهرة الكبير في السن السبعيني، حتى بلغت إلى ما لا ينخفض عن مئة ألف مناصر على ”سناب شات“ وحده.
ولم يكتف محمد بذلك، بل ساعد بتزويج علي بن كرمان وتشييد سكن له، حيث من خلال الكبير في السن السبعيني له عن رغبته في الزواج عقب تعفف طويل عنه بفعل الحاجة، فما كان من ”الشريف“ إلا أن ساعده بذلك، حيث أصدر من خلال مواقع التراسل عن نية علي بن كرمان بالزواج، وما لبث أن لبى الآلاف هذه الدعوة ووصل حضور حفل زفاف الكبير في السن السبعيني إلى 5 آلاف شخص من ضمنهم شعراء ومشاهير ”شيلات“.
كما ساعد مواطنون بإنشاء بيت الزوجية لبن كرمان في محافظته القنفذة.
وأصر محمد الشريف لاحقًا على الكبير في السن السبعيني أن يرجع إلى محافظة جدة ويسكن قريبا منه، وهو ما فعله بن كرمان الذي سَالتْ دموعه خلال استضافته هو ومحمد الشريف في برنامج ”يا هلا“ في نوفمبر 2018، مؤكدًا أن محمد الشريف ”أقرب الناس إليه وأحبهم إلى نفسه“.
