صحيفة المختصر – السعودية – تعرض فتي لحادث سيّر حرمانه من احراز هدف سعى زمناً طويلاً للوصول إليه وقطع مئات الأميال من أجله؛ إذ سافر من مدينة بيشة إلى الرياض بحثاً عن والدته عقب أن وجد على خيط يمكّنه من التوصل إليها، إلا أنه تعرض لحادث سيّر في الطريق أفقده ذاكرته قبل أن يتمكن من لقائها.
وروى مواطن ويدعى عائض الأكلبي حكاية قريبه “سعيد الهرزي” بحسب لـصحيفة “عاجل”؛ إذ أبان أن سعيد كان يسكن حياة طبيعية بين والدته وأبيه وإخوته في محافظة بيشة حتى بلغ في دراسته إلى الفترة الثانوية، ليتفاجأ بمعلومة من خلال عيال عمومته مفادها بأن والدته الحقيقية ليست تلك التي يقطن معها في البيت وربته لسنوات.
وأضاف الأكلبي أن سعيد ذهب لوالده ليتأكد من صِحة ما قيل له ليصارحه أباه بالحقيقة؛ إذ كان أباه يشتغل في القطاع العسكري قبل 40 سنةً بجازان، وبالرغم من أنه كان متزوجاً في بيشة إلى أنه تزوج من أخرى في جازان نتيجة أحوال شُغله, وبعدما أنجبته والدته أخذه من بين أحضانها ولم يكن عمره قد تعدى شهراً واحداً وعهد بتربيته لزوجته الأولى وانقطعت كل السبل بالأم الحقيقية.
وتابع عائض أن قريبه بعد أن إختتم دراسته الثانوية صمم على البحث عن أمه الحقيقية التي حرم منها وحرمت منه 18 سنةً، ولم تكن محاولة البحث سهلة، مبيناً أن سعيد لم يعثر على دليل يوصله إلى أمه حتى البيانات التي توج عليها من أباه لم تكن كافية، قبل أن يتوصل سعيد أخيراً لخيط يمكنه من التوصل إلى أمه، إذ علم أن خالته من والدته الحقيقية تقطن في الرياض واستطاع الحصول على رقم هاتفها.
وأشار إلى أن سعيد اتصل بخالته التي منحته عنوان سكنها في الرياض وإلتَمَسَت منه الحضور سريعاً لتتأكد من صدقه، وفي طريقه إلى الرياض تعرض لحادث سيّر توصيل على إثره إلى المستشفى ودخل في غيبوبة، إلا أنه صحيا منها شبه فاقد للذاكرة وغير قادر على الحركة كما تهشم هاتفه الذي يحوي رقم خالته الخيط الوحيد الذي كان سيوصله لوالدته.
وكشف عائض الأكلبي أن قريبه سعيد لازال أسفل المعالجة منذ العام 2009 وعاجز عن الكلام، إلا أنه لم ينس أنه كان يبحث عن والدته، وأن أباه ماتَ قبل شهرين، كما أن إخوته من أبيه يصعب عليهم زيارته؛ لأنهم يعيشون في منطقة نائية، موضحاَ إلى أنه حاول البحث عن والدة قريبه ولم شمله بها إلا أنه لم ينجح، مناشداً ببث حكاية سعيد علّها تكون سبباً في وصوله لأمه، خاصة أن طبيبه المعالج ذكر أن لقاءه بأمه سوف يكون له بقايا إيجابي على تحسن حالته الصحي.
ولقيت حكاية سعيد الهرزي تفاعلاً هائلاً من قِبل نشطاء على موقع “تويتر”؛ إذ دشنوا هاشتاقاً بمسمى “البحث عن أم سعيد” تداولوه على مجال واسع، متمنين أن يكون سبباً في لم شمل سعيد بوالدته.
