3
7
الملتقى التعليمي

حوار بين الشمس والقمر قصير مكتوب

خلق الله سبحانه وتعالى الأرض وما عليها وتسير الأرض منذ أن خلقها الله عز وجل على حسب نظام متقن ودقيق، لا فوضى ولا اختلاط، ويؤدي كل شخص وكل جزء من الأرض شُغله على أتمَ وجه، حيث أنه لا أحد فوق النظام، والأرض هي كوكب الإنسان الذي يسكن عليه، وخلق الله عز وجل المساء والنهار متعاقبان على هذا الكوكب، حيث أنه إذا كانت الشمس تشرق بنورها أثناء النهار وتغرب عند المساء، يأتي بعدها القمر المنير لينير عتمة الليل، وعلى الرغم من ذلك فأنه لا يمكن للشمس والقمر أن يتقابلا سويًا أو يتبادلان الطوابق في أي وقت.

حوار بين الشمس والقمر

قال الله سبحانه وتعالى ” لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون”، قدِمت حكاية خيالية عن الشمس والقمر على لجنة لِقاءْ بين إثْنَين سوف نقوم بعرضها عليكم، حيث أنه في يوم من الأيام لمحت الشمس صديقها القمر قد جاء من بعيد قد يستعد من أجل أن ينير الليل، وقامت بتحيته ودار بينهما الحوار الاتي :

الشمس : السلام عليكم أيها القمر، كيفك يا صديقي الغالي وكيف أحوالك ؟

القمر : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلا بكٍ يا رمز العطاء وأصل الضياء، أنا سعيد كل السعادة والفخر بلقياك.

الشمس : لماذا أراك تأتي مبكرًا هذا الليل إلى كوكب الأرض، ما السبب يا ترى خلف ذلك ؟

القمر : نعم يا غاليتي أنتى محقة لقد أتيت اليوم باكرًا، حيث أنني استعد وأجهز نفسي لدورتي الجديدة، فأنا القمر خلقني الله سبحانه وتعالى بعدة أطوار، فقال الله في كتابه العزيز ” والقمر قدّرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم”، ومعنى هذا أنني أكون في أول الشهر هلالًا، بعد ذلك عقب ذلك أصبح تربيع أول، وفي نصف الشهر أصبح بدرًا، وأتحول بعدها إلى تربيع ثانٍ، إلى أن يختتم بي المطاف لكي أصبح مُحاقًا آخر كل شهر في حياتي، وذلك كما فطرني الله سبحانه وتعالى رب السموات والأرض.

الشمس : كم أنت عظيم أيها القمر، لأنها تهلك نفسك في كل شهر من أجل أن تضيء للناس العتمة في ليلهم.

القمر : أشكرك أيتها الغالية، ولكنني لست أحسن منك، فأنتي الأفضل بكثير، لأنك تحرقين نفسك كل يوم، من أجل أن يشرق الصباح على الناس، لكي يستعدوا للقيام لأعمالهم ونشاطاتهم اليومية، فأنا تعلمت منك الكثير أنتي الكريمة المعطاءة على كل حال، وأنتي أيتها الشمس أصل النور والضياء في هذا الكون، فإذا لم لكٍ تواجد أيتها العظيمة لم يكن لي أنا أيضًا أي وجود، فحكمة الله هي اللي اقتضت ذلك.

الشمس : نعم يا صديقي أنا مخلوق أطيع ربي وكما يأمرني أفعل، فالله سبحانه وتعالى أمرني أن أشرق للناس كل يوم من ناحية الشرق إلى يوم الدين، ولكن إذا جاءت الساعة أخرج للناس من الغرب، فقال الله عز وجل في كتاب العزيز ” والشمس تجري لمستقرّ لها ذلك تقدير العزيز العليم”.

القمر : حقا يا غاليتي هذا صحيح، ولكن لي لديك إستفسار لماذا لا تشرقين للناس على مدار اليوم بأكمله، فالإنسان بطبعه يعشق النور ولا يعشق الظلام بل يكرهه.

الشمس : بسبب أن الله سبحانه وتعالى جعل النهار للمعاش والليل من أجل الفراش، أي أن الإنسان يستيقظ في الصباح من أجل البحث عن لقمة المعيشة ولكن في المساء يخلد الإنسان إلى النوم عقب إجهاد اليوم الطويل ولا يحتاج إلى ضوئي، وأنا لا أستطيع أن أتواجد لأني أغطي فحسب من ضوئي منتصف الأرض، وعندما أغرب في الليل فإني أذهب إلى النصف الآخر من الأرض لكي أضيئه أيضًا.

القمر : نعم لقد فهمت الآن معنى أن الأرض تدور حول نفسها، فهي تدور كل يوم كي نصل نحن الاثنان إلى كل الأفق، ولكن ما هو السبب خلف استدارة الأرض حولك أيتها الشمس العزيزة.

الشمس : الأرض تدور حولي بسبب أن حالة الجو غير مستقرة، فعندما تدور يصنع عن ذلك الفصول الأرض، فيبين الشتاء ويأتي بالخير والأمطار، بعد ذلك تدور مرة أخرى ليأتي الربيع بالأزهار الجميلة والرائعة، وتدور ليأتي الصيف بالنسيم والحر، بعد ذلك الخريف بالرياح التي تُسقط مواثيق الشجر لينتج عقب ذلك ورقًا جديدًا رائعًا.

القمر : سبحان الله الخالق البارئ كل شيء عنده بمقدار وما جعل أمرًا إلا لحكمة.

الشمس : انجبر أن أتركك الآن يا صديقي لأنني قد تأخرت وعليّ أن أغرب الآن حتى أشرق على النصف الآخر، فتحياتي لك أيها الصديق المخلص.

4

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى