بحث ملف كامل عن فيتامين د

تقول الدكتوره نوار بنت عبد الله أبو خالد أؤكد ومن خلال خبرتي مع مرضاي الذين يراجعونني في العيادة ، أن كثيرا منهم خصوصا المكتئبات منهن والسوداويات والوسواسيات حينما طلبتُ منهم تنفيذ فحص لمستوى فيتامين دال ، وجدت انهم لا يتعدون متوسط العشرة في حين ان المعدل الطبيعي ينبغي الا ينزل عن متوسط ثلاثين إلى سبعين !! ومن الصعب ان نرى ما يطرأ حولنا من تداوُل رهيب لأمراض نفسية او عقلية ، كمرض الفصام او ثنائية القطب، او الاكتئاب او التوتر أو الأمراض العصابية الأخرى بعد ذلك نقوم بإعادة الأمر الى الوراثة أو أذى التنشئة أو الاضطهاد، أو الخوف أو ضغوطات الحياة أو غير ذلك ، بعد ذلك نتجاهل سببا قويا نغفل عنه كثيرا وهو أذى التغذية والحرمان الواضح من عدد من الفيتامينات !!..

دعونا نركز الحديث اليوم على الفيتامين (دال) ، هذا الفيتامين الذي اهتم به العلماء والأطباء في المرحلة الأخيرة وخرجت البحوث والدراسات الحديثة التي تثبت ان نقص هذا الفيتامين يعتبر من الأسباب الرئيسة في الإصابة بمرض الفصام العقلي ، وأيضا من مسببات الاكتئاب العارض والوساوس القهرية والهلاوس البصرية والسمعية والثشويش ، وأيضا من مسببات ضمور المخيخ ومرض الزهايمر ومرض التصلب اللويحي ، بل إن نقص فيتامين دال هو من مسببات اهتزاز جهاز المناعة وارتداده على ذاته فيهاجم عدد من الأجهزة الحيوية كالبنكرياس فيسبب السكر ، وكالخلايا الصبغية فيسبب البهاق ، وكبصيلات الشعر فيسبب الصلع وهكذا ، بل عثر أن كل عصابة في الجسم الآدمي لها مستقبلات خاصة بفتامين دال ما يعني ان كل عصابة تحتاج هذا الفيتامين ولا تستغني عنه..

وأعرف صديقة لي كانت تشكو من ألم في العضلات والمفاصل وآلام رهيبة في تحت الظهر وكان ضغطها لا ينضبط أبدا ، وعندما عرضت ذاتها على طبيب خبير ذكر لها : صدقيني لا ينقصك إلا فيتامين دال ، وبعد جرعات مركزة لفترة شهر واحد فحسب ذهبت كل آلامها ولانت مفاصلها واعتدل ضغطها بنحو لا يصدق !! ..

والأعجب من هذا ما يقوم به هذا الفيتامين الذي يتحول في الجسم إلى هرمون حيوي يساعد في القضاء على الالتهابات والجراثيم وفي القضاء على الخلايا الشاذة السرطانية قبل استفحالها، وفي القضاء على الثعلبة والذئبة الحمراء .. لكن بحمد الله سرعان مايمكن تغيير هذا الخلل من خلال جرعات بالغة مركزة على شكل حبوب أو نقاط أو حتى حقن عضلية ، تؤخذ لفترة شهرين إلى ثلاثة أشهر فحسب حتى لا يحصل التسمم بداعي التراكم ، ويحصل عقب ذلك التشافي الذي ربما استغرق منتصف سنة إلى عشرة أشهر ، يحس الإنسان بعدها انه قد ولد من جديد ، خصوصا وان الجرعة الموصى بها بشكل يومي قد جرى رفعها من (400 وحدة عالمية الى 800 وحدة ) بداعي ان أكثرنا لا يتعرض للأشعة فوق البنفسجية التي لا تتواجد الا في ساعات الصباح الاولى، او قبل غروب الشمس ، إضافة إلى ندرة تناولنا للمأكولات البحرية خصوصا السلمون والتونة وزيت كبد الحوت ، وعلى ذلك فنحن عرضة لهذا النزول الخطير ، ما يرجع علينا بهذه الأمراض العقلية والنفسية والعصبية والجسدية وأمراض هشاشة العظام والنقرس والتهاب المفاصل ، صحيح انه ليس السبب الوحيد ، إلا أنه سبب جوهري لا يستهان به ..