3
7
السعودية

أم ضحية البنتلي ترثي ولدها: “دائم الابتسامة” لا يعيش طويلاً

صحيفة المختصر – أوضحت الدكتورة الشقحاء المقاطي عن ملابسات حياة ابنها الراحل “محمد ناصر الجبلي” البالغ من العمر 28 عامًا، الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى في حادث البنتلي المروِّع الذي حَدَثَ عصر الأربعاء المنصرم بالرياض، ونشرت “سبق” تفاصيله أمس.
ورثت الدكتورة المقاطي ابنها في مقال مؤثر، موضحة أنه راقب بوالده العميد ناصر الجبلي عقب 26 يومًا من وفاته. وكشفت المقاطي عن برّ الفتى الراحل بها وبوالده قبل وفاته، وبشقيقاته، موضحة أنه كان لا يرفض طلبًا لأحد منهم، محتومة حرصه على الصلاة -رحمة الله-.
وأوضحت أنه من حسن خلقه وتصرفاته وتعامله مع الجميع كانت تتوقع أنه لن يسكن طويلاً. وقالت في نص رثائها لابنها: كان رحيمًا.. لم أرَ رحمة في أحد مثلما رأيتها فيه.. رحمه الله خير الراحمين. كان طفلاً بعقل شيخ كبير وقور.. لم يجهل يومًا، ولم أره مر بسن المراهقة أبدًا. يعرف طبيعة كل الناس وعقلياتهم ونفسياتهم، ويعامل الجميع بالحسنى.
والله ما قال لي عن أحد شيئًا إلا ورأيته كما قال. لا يعشق الجديد عن الناس، ويكره الغيبة، ويؤثر الصمت، ويكره وفرة الكلام. كان قوله قصيرًا مقتضبًا.. يحب الصلاة، ويحرص عليها من أول الوقت. يوقظني ويوقظ إخوته. لم يتعبني يومًا في إيقاظه؛ كان نومه خفيفًا. مجرد أن أناديه من بعيد يجيب “سمي أبشري” فيرمي لحافه ويأتيني.
يحب الفزعة والعون للقريب والبعيد، ويسارع لاعانة الآخرين.
وكنت إذا خفت عليه وقسوت عليه يضحك، ويسرع إلى ضمي وتقبيل يدي، بعد ذلك ينزل لقدمي يقبلها، ويقول “وش اتضح بس أبشري!بس؟!! ما طلبت شيئًا”.
وإن اتصلت عليه وإلتَمَسَت إيصالي لانشغال السائق أتى ملبيًا حتى لو خالف رغبته وهواه، أو كان مع أصدقائه، حتى ولو كان قد عزمهم في مطعم وهم في انطلاق اجتماعهم، يعتذر ويتركهم، ويأخذني أو أخواته إلى إذ نريد.
كان دائمًا ما يفرح إن عثر قدميّ مكشوفتين؛ فيقبلهما ويضمهما. وكلما دخل أو خرج ورآني في استقباله ضمني بشّدّة إلى صدره، ولربما رفعني عن الأرض وهو يضحك ويقول: يا زينك.
أو طرحني وأخذ يقبلني.
كان يقفز على أبيه ويقبّل رأسه ويديه، ويضمه إليه إن دخل أو خرج.
رحمه الله.. مستمر الابتسامة، مستمر الضحكة، يمازح أخواته ويلاعبهن، ولم أره يومًا نبذ طلبًا لواحدة أو آذاها بقول أو فعل.
والله ما تضايقت واحدة منهن منه يومًا أو شكته، بل كان مستمر الإحسان إليهن.
وكنت أحيانًا أعلم أنه لن يسكن طويلاً؛ فهو ملاك بيننا، وليست هذه داره.
والله ما قلت إلا حقًّا، وهذه شخصيته وطريقته على الدوام.
ليس بينه وبين أباه إلا ستة وعشرون يومًا حتى لحقه للدار دارالبقاء – جمعهما الله في ثابت رحمته، وأنزلهما الفردوس الأعلى -.

4

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى