3
7
السعودية

إحصائية: السعوديون يهدرون 8 ملايين وجبة بـ 70 مليون يوميا.. “الذبائح” و”البوفيهات” الأكثر إسرافا

صحيفة المختصر – – بلادنا احتلت الرتبة الأولى على سلسلة أزيد الدول إهداراً للطعام بـ427 طناً من الغذاء الفائض، ولا بد من التوعية.
– ديننا حثنا على التكافل الاجتماعي الذي يعالج أبرز مسائل الإنسانية ويقضي على الفقر ومعاناة المحتاجين.
– إحصائية منظمة “فاو” العالمية تثبت أن 90% من السعوديين يرمون الوجبات المتبقية يومياً.
– نحتاج الدعم ونطمح لحفظ ما لا ينخفض عن مليونيْ وجبة وإطعام أزيد من ٣٠٠ ألف مستفيد.
– بالتدوير والتبريد والتجفيف نحفظ النعمة ونوزع أواني خاصة على المطاعم لحفظ الطعام.
– نسعى لتعزيز مفهوم التطوع لدى شبابنا ونشر منع التبذير في المدارس والجامعات.. ونجحنا في “الإطعام المتحرك”.
– لا ننشر “بقايا أكل” للمحتاجين؛ بل نحفظ الطعام غير الملموس بآلية لائقة وشبية بالوجبات الجاهزة.
– نتعاون مع الجمعيات الخيرية في سند الأسر المحتاجة ونستقبل المستفيدين في مركَز الجمعية.
أجرى الحوار/ شقران الرشيدي: تقول رئيسة جمعية “خيرات” لحفظ النعمة، نورة بنت عبدالعزيز العجمي: “يؤسفني أن تحتل بلدي المملكة العربية السعودية الرتبة الأولى في سلسلة أزيد الدول إهداراً للطعام بـ427 طناً من الغذاء المهدور، و8 ملايين وجبة تُهدر يومياً في البيوت بالسعودية، بمبلغ 70 مليون ريال، وهي كمية تُشبِع أهل الرياض؛ وذلك وفق إحصائية من منظمة “فاو” العالمية، وأن 90% من البيوت في السعودية يقومون برمي الوجبات المتبقية يومياً، ويرجع هذا إلى ثقافة المجتمع السعودي، التي تتطلب باستمرار إتاحة غذاء أزيد من احتياج الفرد من باب الكرم والسخاء في العطاء؛ وهذا يتنافى مع تعاليم ديننا الحنيف”.
وتتابع ذاكِرة: “الجمعية سعت إلى توعية المجتمع بخطر ظاهرة الإسراف والهدر في النعمة؛ من خلال تقديم أزيد من ٢٣ ورشة شغل تثقيفية في المدارس والجامعات، استفاد منها أزيد من ٢٣٠٠ طالب وطالبة، وإقامة ٤٣ ركناً توعوياً في المعارض والملتقيات، بالإضافة إلى مشاركتها في القنوات الفضائية وتفعيل وسائل التراسل الاجتماعي”.
وتؤكد “العجمي” أن جمعية “خيرات” لحفظ النعمة، تعمل بنحو رسمي أسفل مظلة وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، ويبلغ إجمالي فريق شغل الجمعية ٤٥ فرداً، ما بين إداريين ومتطوعين، وإجمالي العمال في القسم الإداري 14 موظفاً وموظفة، وإجمالي المتطوعين والمتطوعات في القسم الميداني 31.
وأشارت إلى أن الشريعة الإسلامية حثت إلى احراز مفهوم التكافل الاجتماعي، واعتبرته فريضة على كل مسلم؛ فالمجتمع الإسلامي -كما وثقه رسول الله صلى الله عليه وسلم- “كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً”، والتكافل الاجتماعي يعالج أبرز مسائل الإنسانية التي عرفها التاريخ، وهي: القضاء على الفقر، والتخفيف من آلام المحتاجين، وأحد صور التكافل فكرة حفظ النعمة من الهدر، وقد باشرت العديد من الدول الإسلامية في تبني مشاريع خيرية لحفظ النعمة؛ مثل: بنك الفقراء، وبنك الطعام.. وقد لاقت هذه الأفكار استحساناً وإقبالاً هائلاً من الناس.
وعن انطلاق إنشاء جمعية “خيرات” لحفظ النعمة، قالت: “كانت المبادرة في عام 1430هـ بتطوع فردي من الشيخ سليمان بن محمد العبيدان -رحمه الله- فقد كان هماً وحلماً يسكن معه ويشرف عليه، باذلاً زمنه وجهده وماله.. وبعد 7 أعوام من العطاء، وبسواعد أولاده وكل من شاركه الهم والحلم؛ تبدل ذلك الحلم إلى الواقع، وجرى إنشاء جمعية خيرات لحفظ النعمة في 13/ 3/ 1437هـ أسفل مظلة وزارة العمل والتنمية الاجتماعية؛ ليستمر العطاء ويكون عوناً للفقراء والمحتاجين.
وعبّرت نورة العجمي عن سعادتها التي تبلغ بتكثيف مفهوم التطوع لدى شبابنا في بثّ مفهوم منع التبذير، والتي تعمل عليها “خيرات” في استهداف المدارس والجامعات وكل الأماكن التي تُمَكّن “خيرات” من مباشرة محاولة تثقيف المجتمع؛ وذلك عقب نجاح مشروع الإطعام المتحرك في نقل فائض الطعام إلى الأرامل والأيتام والمحتاجين المُقَيدين بالجمعية من خلال المشاركة بسهم 377 ريالاً.. وحيث إن العمل التطوعي يوجد فرص شغل جديدة ويبرز ضرورة دور التطوع لخدمة المجتمع بعملية حفظ النعمة من الهدر.
وقالت: “نتماشى مع رؤية 2030 التي حثت إلى تمكين المنظمات غير الربحية من احراز بقايا أعمق عن طريق التمويل ودعم المواهب والمعرفة؛ من أجل تمكين المسؤولية الاجتماعية”.
وحول كيفية شغل الجمعية في استلام الطعام والوجبات المفرطة وكيف يتم توزيعها؟ قالت: “تتمثل كيفية العمل في استقبال الطلب -وذلك على مدار الأسبوع- من خلال أحد الوسائل التالية: الاتصال، أو الإرسال لرقم الجمعية 0537777266، أو الدخول على موقعنا الإلكتروني http://khiyrat.org.sa، وتعبئة صفحة طلب مركبة لحفظ النعمة، وتحميل تطبيقنا الإلكتروني (خيرات) على الجوالات الذكية.. وبعد استقبال الحجوزات يتم دعوة الفرقة التي تتلائم مع مقدار المناسبة، والتي تعمل على جمع الفائض وفرزه وتغليفه في عبوات آمنة ولاسيما بحفظ الطعام، ومن بعد ذلك يتم التوزيع على طريقتين: (ثلاجات الجمعية الموزعة على المساجد والتي جرى اختيارها بعناية وبحسب حاجة الحي، وتقسيم مباشر على بيوت الأسر المحتاجة).
وأشارت إلى أن الجمعية لا تقتني مصدراً مالياً باستمرار مثل “الأوقاف” تستطيع من خلاله الاعتماد عليه في التكاليف التشغيلية؛ لذا تعتمد على ما يوفر لها من تبرعات من أشخاص المجتمع والمؤسسات المانحة، بالإضافة إلى سند محدود من وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، وأن أكبر عائق في تحسين أعمال ونشاط الجمعية هو ندرة الموارد المالية؛ فالجمعية -حتى الزمن الحاضر- لا تقتني أوقافاً تنجدها على الاستدامة المالية؛ وهذا مما عرقل التوسع الذي تباشر فيه الجمعية وتلبية متطلبات العمل على الوجه الأمثل؛ لذا نُهيب برجال الأعمال دعمَ الجمعيات الخيرية بما يضمن مواصلة نشاطها ولخدمة المجتمع.
وتوضح “العجمي” أن الجمعية تخطط لحفظ ما لا ينخفض عن مليونيْ وجبة، وإطعام أزيد من ٣٠٠ ألف مستفيد، وتوعية المجتمع بمجال حفظ النعمة والتقليل من نسبة الهدر إلى ٠٪، وألا يقتصر نشاط الجمعية في منطقة الرياض؛ بل يتجاوز هذا كافة مناطق المملكة.
وأكدت أنه برغم محدودية الإمكانات، وعمر الجمعية القصير؛ تمكَّنت -بحمد الله- حفظ أزيد من ٧٠٠ ألف وجبة، وإطعام أزيد من ١٣٥ ألف مستفيد، كما باشرت الجمعية في تدشين مكتب في مدينة مكة المكرمة؛ من أجل حفظ فائض الطعام وتقديم والوجبات لكل فئات المجتمع في أرجاء مملكتنا الحبيبة.
والجمعية تخطى خدماتها بدون مقابل لكل فئات المجتمع من فنادق، وقاعات، ومطاعم، وأصحاب المناسبات الخاصة؛ فالهدف منها خيري وهو حفظ النعمة من الهدر وتوعية المجتمع من خوف الإسراف.
وقالت: ” لخفض استهلاك الطعام في المناسبات الاجتماعية مع ارتباطه بعادة الكرم الزائد؛ نحتاج إلى التوعية في كافة المحافل لضرورة حفظ النعمة، وبيان سبل الحفاظ على فائض الطعام بطرق عديدة تتمثل في إرجاع التدوير أو التبريد أو التجفيف وغيرها من الطرق، بالإضافة إلى العديد من المبادرات التي قدّمتها الجمعية للمطاعم والمناسبات الخاصة ببث منشورات عن سبل حفظ النعمة، وتقسيم أواني حفظ النعمة؛ وذلك من أجل حفظ بقية الطعام وتوزيعه على الفئات المحتاجة”.
وأكدت أن غالبية فئات المجتمع يعتمدون في مناسباتهم على نظام البوفيهات أو الذبائح أو الاثنين جميعاً، ويُعد الأرز أزيد أنواع الأكل المهدر؛ وذلك لسرعة نفاذ صلاحيته.
وتبين أن “خيرات” تتعاون مع الجمعيات الخيرية في الاستفادة من الأسر المحتاجة المدونة في الجمعيات، بالإضافة إلى استقبال الأسر المستفيدة من مركَز الجمعية أو عن طريق التراسل هاتفياً وأخذ معلوماتهم من الباحثة الاجتماعية عقب دراسة الحالة.
وقالت: “لا بد من إصلاح النظرة، جمعية خيرات لا تخطى للمحتاجين أثر أكل؛ بل اختصاصها حفظ الطعام غير الملموس والصالح للاستهلاك بآلية لائقة وشبيه بالوجبات الجاهزة، وبحسب معايير الصحة العالمية، وتراعي عند إرجاع تعبئتها سلامة الأكل وتدوين كافة المعلومات على غطاء الحفظ (نوع الوجبة، اسم المكان، تاريخ، اسم المسؤول عن التعبئة)، كما أن الجمعية تهتم بجودة الخدمة المزودة للمستفيد من الوجبات أيضا صاحب الملائمة الذي جرى استلام فائض الطعام منه؛ وذلك عن طريق استبيان رضا العميل، ومن خلال الاستبيان تتم مراجعة الأخطاء أولاً بأول، وتصحيحها، والسعي الى تقديم خدمة أفضل”.
وتُطالب بالدعم المالي والإعلامي؛ من أجل شمول الجمعية في نشاطها، وتغطية أكبر قدر من المستفيدين؛ فالجمعية تَخُص في خطتها المأمولة حفظَ أزيد من مليونيْ وجبة، وإطعام ٣٠٠ ألف مستفيد، وتغطية معظم مناطق المملكة؛ لا سيما و”خيرات” تهدف إلى الحفاظ على فائض الطعام، ونشر ثقافة حفظ النعمة، وتهتم أن تكون أول مَن يَمُد يد العون لمن هم أحق بالنعمة المهدرة في المناسبات، عقب تفشي ظاهرة الإسراف والهدر والبذخ التي تناقلت في المجتمعات.
وبيّنت أن جمعية “خيرات” سعت للحفاظ على النعمة من خلال عقد العديد من الصفقات والشراكات مع عدد من المراكز الحكومية، والقطاع الخاص؛ من خلال الاستفادة من جميع إمكاناتها البشرية والمادية، واستطاعت -خلال عام ٢٠١٦م- توزيع أزيد من (676.044) ألف وجبة، وإطعام (135.205) مستفيدين.

4

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى