3
7
السعودية

السعودية تدمر مشروع باراك أوباما في الشرق الأوسط (التفاصيل)

صحيفة المختصر – تؤكد المملكة العربية السعودية في كل يوم بأنها واحدة من أبرز الدول في العالم، إذ لا يقاس تأثيرها على المدى الإقليمي بل العالمي أيضا، كما يقرأ لها ألف حساب في كل بيان يهم المنطقة والعالم الإسلامي، وهي القيمة التي تأكدت بتحطيم المملكة لخطة أوباما من غير خطر أو تردد أو إملاءات.
موقع Defence Bakistan أفاد في ذلك السياق تقريرا أبان فيه إلى أنه و في حين تستجيب عدد من الدول للأوامر الأمريكية من خلال الجوال فقط، فقد واجهت السعودية مشروعا كبيرا بقيادة الرئيس الأمريكي باراك حسين أوباما وحلفائه الجدد على مجال السنوات الست الماضية.
وكان مشروع أوباما يستند حصرا إلى سند إيران، والتعاطف مع الميليشيات وتدمير دول المنطقة، كما قرر الرئيس الامريكي ان يوفر دعما مباشرا للمنظمات الشيعية المتطرفة وتنظيم جماعة الاخوان المسلمين أينما كانوا كما لم يتوانى على إظهار تعاطفه المشبوه مع الحركات الشيعية المسلحة في البحرين.
وبعد أسابيع من الحرائق والهجمات على رجال الحرس التي أجرتها الميليشيات الشيعية ضد الحكومة البحرينية صرحت المملكة العربية السعودية منع موافقة ذلك السخط من قبل أحد أبرز حلفاء الخليج وتدخلت بشكل مباشر في البحرين، غير عابئة بغير الحرس الخليجي إذ ذكرت هيلاري كلينتون في كتابها “الخيارات الصعبة” إنها اتصلت الأمير سعود الفيصل عشية دخول القوات السعودية إلى البحرين، إذ أبلغها الأمير سعود أن السعودية غيرة مستعدة لقبول أي حديث، ولا تبالي بأي ناحية تبتز الحرس الخليجي وبأنها “لن نتنازل ابدا عن امن البحرين ولن تتيح ابدا لايران بالتلاعب بها”.
من ناحيته يقول محلل أمريكي أن ذلك التدخل يعتبر أول صفعة سعودية في وجه أوباما، الذي شعر بقلق كبير من الجرأة السعودية غير أنه كان مؤكدا على مراقبة خطته لكسر احتكار السعودية الناعم لمصير العديد من القضايا في المنطقة إذ يقول أحد المحللين المصريين متحدثا عن الوزن النسبي للبلدان ” إن العالم يتعامل مع الدول وفق زتنها النسبي، أو بمعنى ما إذا كانت القوة والسلطة في المنطقة 100٪، كيلومترات هي نسبة كل بلد في تلك المنطقة؟ وبعد ثورة 30 حزيران في مصر، والثورة الشعبية التي تبعتها قرر الرئيس الأمريكي وحلفاؤه الليبراليون تدمير مصر تماما، غير أن السعودية التي تعرف جيدا آلية التعامل مع الغرب صدحت بصوت عال أي تقليص للمساعدة بالنسبة لمصر سوف يتم تعويضها من قبل المملكة.
وفي سياق مرتبط تدعو الامير سعود الفيصل الى باريس ليقول للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن العلاقات الاقتصادية والعسكرية والسياسية مع السعودية لن تدور سوى حول بند واحدة وهي أعطى مصر إحتمالية لتطبيق خارطة الطريق.
وبالتالي، فإن المملكة العربية السعودية قد هشمت الإجماع الغربي الذي قاد أوباما ضد مصر ، كما تحدت السعودية دوُرة الاتحاد الأوروبي عقب يوم من فرض المعاقبات على مصر، لتخرج القاهرة من القفص الهائل الذي حالته فيها أوباما وحلفاؤه عقب أن انجز سعود الفيصل في هذا الزمن ما فشل في تحقيقه وزير الخارجية المصري آنذاك مصطفى حجازي. وجاء الاتفاق النووي مداهمة لكثير من بلدان الخليج إذ إعتقد الرئيس الأمريكي أنه عبقري لبيب ويمكنه استعمال نفوذه للتوصل الى فوز تاريخي أمام السعودية على أساس أنه سوف يدخل التاريخ كصانع للسلام ، إذ ذكر في مقالته المشهورة مع سي إن إن، أن على بلدان الخليج أن تتعايش مع إيران. ولم تكن هذه هي الخطوة الأولى التي دفعت السعودية إلى التوقف بشكل تام أمام مشروع أوباما، إذ عبرت السعودية لواشنطن وإدارة أوباما عن غضبها قبل توقيع الاتفاق النووي ، هذا أنه و عند انخفاض الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الرياض للقاء الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، فوجئ بإهمال سعودي، واهتمام واستقبال محدود و بمشاهدة أن الوفد كان ينتظره كان يقوده الأمير خالد بن بندر أمير الرياض في هذا الوقت.
وكان لهذه الزيارة تأثير كبير على الجانبين السعودي والأمريكي إذ ذكر الأمير تركي الفيصل في مقاله المعنون “لا، سيد أوباما” بأن الرئيس الأمريكي تحدث إلى الملك عبد الله عن نجاعه في الحفاظ على أمن المنطقة من خلال تفاهم كيميائي شغل مع الروس والسوريين، مما جعل العملية العسكرية ضد نظام الأسد غير ضرورية، متابعا صحيح أن الأسد خرق خط أوباما الأحمر، إلا أنه سداد ثمنا باهظا من وجهة الاطلاع الأمريكية، أي سحب الأسلحة الكيميائية من يديه وإضعاف قواته المسلحة، لكن الملك عبد الله قاطع الرئيس الأمريكي بغضب، وضرب في يده على الطاولة ذاكرا ” لا خطوط حمراء أخرى منكم، سيدي الرئيس.”
وقد كانت هذه الكلمات الغاضبة من الجانب السعودي لحظة تبديل في الطريقة التي ينظر بها الأمريكيون والسعوديون لبعضهم البعض، إذ علم اوباما أنه لم يعتبر من الممكن بيع الخطاب للسعوديين، وقد تعلم السعوديون أن اوباما رئيس لا يمكن استثماره ولا التعويل عليه، بكا أنه غير قادر على الوفاء بالتزاماته إزاء حلفائه.
وقد كشفت وقتها صورة التقطها موثق أمريكي لأوباما ومستشارته سوزان رايس عقب دقائق من اللِقآء مع الملك عبد الله وجوههم شاحبة في إشارة على قوة الصفعة وحجم الانزعاج السعودي المفاجىء. بعد هذا عاد أوباما لرسم نظريته حول الشرق الأوسط و القائمة على أن بلدان الخليج ينبغي أن تعتاد على إيران إلا أنه نسي أنه يتعامل مع واحدة من أبرز الدول في العالم، وأنه و إن كانت أمريكا قوة عظمى فإن المملكة العربية السعودية تعد الحليف المهم بالنسبة لها ، وأن العلاقة بين البلدين مشتركة و مهمة بالنسبة للطرفين فكما يقول الأمير بندر نقلا عن الملك فهد “نحن حلفاؤك وأنت حلفاءنا، نحن أصدقاء، ولكن هناك شيء يسمى السيادة ولن نعرض سيادتنا للخطر حتى لأصدقائنا الأعزاء.”
ومباشرة عقب ذلك الاجتماع، تحدثت العديد من التقارير الإخبارية عن تدعو الولايات المتحدة لدعوة سند سري لإيران ، إذ وجد الرئيس اليمني الذي تعرض لبعض انقلابات من الميليشيات التي يشجعها الرئيس الأمريكي أن وزير خارجيته جون كيري التقى بالميليشيات وقد تحدث الرئيس عبد ربه منصور هادي في مقابلة مع إحدى القنوات ذاكرا ” حينما دخلت الحدود وعثرت على العمانيين خائفين، سألت عما يحدث، فقالوا إن السعودية قصفت اليمن! فوجئت جدا بسبب أن الرئيس الأمريكي أخبرني في النهار أنه لن يتدخل في اليمن! هاجمت السعودية بشّدّة كافة المقذوفات التي تسيطر عليها إيران في اليمن، وسحقت سلاحها الجوي وآلتها العسكرية كما وفرت الحماية لحدودها الجنوبية بعملية استباقية ضخمة لتدمر بذلك المشروع الإيراني الذي كان يستهدف جنوب المملكة.
في ذات السياق دونت صحيفة واشنطن بوست مقالة عن لجنة التحرير ذكرت فيها أن الرئيس أوباما زار المملكة التي حاصرت حليفه الجديد، الذي بذل جهودا كبيرا لإعادته إلى المجتمع الدولي، غير أن أوباما غادر طاولة الرئاسة كما أصبح الاتفاق النووي لعنة لتطارد الإيرانيين وكما ذكر أحد المحللين الأمريكيين: دخل أوباما مع إيران في نفق لإبرام اتفاق، فخرج أوباما من النفق وأغلقه على الإيرانيين” وفقا الرياض بوست.

4

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى