3
7
السعودية

تفاصيل قرارات وتصريحات ولي العهد بن سلمان الجديدة

ذكر صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، في اجتماع مع مؤسسة بلومبيرغ أن السعودية تشتري الأسلحة من أمريكا، ولا تأخذها بالمجان.
وذكر سموه: “في مدة ماضية عملت الولايات المتحدة ضد أجندتنا إلا أننا كنا قادرين على حماية مصالحنا.
وقد كانت النتيجة الأخِيرَة هي أننا نجحنا، وأن الولايات المتحدة الأمريكية في ظل قيادة أوباما قد فشلت”.
وتابع : “لذلك فإن السعودية تحتاج إلى ما يقارب ألفَيْ عام لكي ربما تقابل عدد من المخاطر؛ لذلك أعتقد أن ذلك غير دقيق”.
وفي الجانب الاقتصادي أبان سموه أن قيمة مؤسسة أرامكو السعودية لا تقل عن تريليونَيْ دولار، مشيرًا إلى أن اطلاقها للاكتتاب سوف يكون انطلاق عام 2021.
وتحدث سموه في الحوار على أوراق البطالة وملف المعتقلين، وعدد من الموضوعات الاقتصادية، ورؤية 2030.
بلومبيرغ: ذكر ترامب بأنكم لن تبقوا لأسبوعين من غير الولايات المتحدة.
محمد بن سلمان: السعودية كانت متواجدة قبل الولايات المتحدة الأمريكية إنها متواجدة منذ عام 1744، أعتقد قبل أزيد من 30 عامًا من تواجد الولايات المتحدة الأمريكية.
في تقديري، وأعتذر إذا أساء أحد فهم ذلك أن الرئيس أوباما خلال مدة رئاسته التي استمرت 8 سنوات قد شغل ضد غالبية أجندتنا ليس فحسب في السعودية، وإنما في الشرق الأوسط.
وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة عملت ضد أجندتنا، إلا أننا كنا قادرين على حماية مصالحنا.
وقد كانت النتيجة الأخِيرَة هي أننا نجحنا، وأن الولايات المتحدة الأمريكية في ظل قيادة أوباما قد فشلت، على مسعى المثال في مصر.
لذلك فإن السعودية تحتاج إلى ما يقارب ألفي عام لكي ربما تقابل عدد من المخاطر.
لذلك أعتقد بأن ذلك غير دقيق.
بلومبيرغ: حسنًا إذا كان الرئيس ترامب يفعل أغراض أخرى أنت تريدها فإنك لا تمانع أن يقول هذه الأشياء ا السيئة جدًّا ؟ محمد بن سلمان: حسنًا أنتم تعلمون أنه ينبغي عليك تقبل قضية أن أي رفيق سيقول أمورًا موفقة وسيئة، لذلك لا يمكنك أن تحظي بأصدقاء يقولون أمورًا موفقة عنك بـ 100% حتى داخل عائلتك.
سوف يكون هناك أذى الفهم لذا نحن نضع ذلك بداخل هذا الإطار.
بلومبيرغ: في اعتقادي أن ألمانيا وكندا كانتا صديقتين وأنّ ما قامتا به كان أقل سوءاً.
محمد بن سلمان: إن الأمر شتى تمامًا، كندا أعطت أمرًا للسعودية بخصوص قضية داخلية، إنه ليس رأي كندا حول السعودية بقدر ما هو إعطاء أمر لدولة أخرى؛ لذلك نحن نعتقد بأن هذه مسألة متعددة تمامًا، ترامب كان يتكلم لشعبه داخل الولايات المتحدة الأمريكية عن قضية.
بلومبيرغ: يتضح أن ذلك رأيه (ترامب) حول قضية أن السعودية ينبغي أن تدفع أزيد إزاء أمنها.
هل تتفق مع ذلك؟ محمد بن سلمان: في الواقع لن ندفع شيئًا إزاء أمننا، نعتقد بأن كافة الأسلحة التي حصلنا عليها من الولايات المتحدة الأمريكية قد دفعنا من أجلها، إنها ليست أسلحة مجانية فمنذ أن شرعت العلاقة بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية؛ قمنا بشراء كل شيء بالمال.
فقبل عامين، كانت لدينا إستراتيجية لتحويل معظم تسلحنا إلى بلدان أخرى، ولكن حينما أصبح ترامب رئيسًا قمنا بتبديل إستراتيجيتنا للتسلح مرة أخرى للـ 10 سنوات المقبلة لنجعل أزيد من 60% منها مع الولايات المتحدة الأمريكية ولهذا السبب خلقنا فرصًا من مبلغ الـ 400 مليار دولار، وفرصًا للتسلح والاستثمار، وفرصًا تجارية أخرى.
ولذلك فإن هذا يُعد إنجازًا جيدًا للرئيس ترامب وللسعودية.
كما تشمل تلك الصفقات أيضًا إنتاج جزء من هذه الأسلحة في السعودية، وذلك سيخلق وظائف في أمريكا والسعودية، تجارة موفقة وفوائد موفقة لكلا البلدين، كما أنه نمو اقتصادي جيد، بالإضافة إلى أن ذلك سوف يساعد أمننا.
بلومبيرغ: حسنًا، نفهم من ذلك أن العلاقات الأمريكية – السعودية موفقة الآن كما كانت عليه قبل 24 ساعة من قول الرئيس لهذه الأمور؟ محمد بن سلمان: نعم بالطبع، إذا نظرت إلى الصورة بنحو عام سوف يكون لديك 99% من الأمور الجيدة ومسألة سيئة واحدة فقط.
بلومبيرغ: مع الرئيس ترامب يتضح بأن هناك أزيد من 1%.
محمد بن سلمان: 1%.
أنا أحب العمل معه.
أنا فعلاً أحب العمل معه ولقد حققنا الكثير في الشرق الأوسط خصوصًا ضد التطرف والأيدولوجيات المتطرفة، والإرهاب واختفاء داعش في مدة وجيزة جدًّا في العراق وسوريا، كما أن العديد من الروايات المتطرفة قد جرى هدمها في العامين الماضيين، لذلك فإن هذه مبادرة قوية.
لقد عملنا معًا أيضًا مع أزيد من 50 دولة؛ للاتفاق على إستراتيجية واحدة في الشرق الأوسط، ومعظم تلك البلدان متفقة مع تلك الإستراتيجية، نحن الآن ندحر المتطرفين والإرهابيين وتحركات إيران السلبية في الشرق الأوسط بآلية جيدة، ولدينا استثمارات ضخمة بين كلا البلدين ولدينا تحسن في تجارتنا والكثير من الإنجازات، لذلك فهذا أمر عظيم جدًّا.
بلومبيرغ: أعتقد أن مدلول ما يقوله وسبب شعوره بما ينبغي أن يقول هو أنه يريد أسعار نفط منخفضة.
هل تعلم سبب تذمره من أسعار النفط عند سعر 80 دولارًا؟ الأمير محمد: على مدى تاريخ السعودية لم نقرر قط ما إذا كان سعر النفط صحيحًا أم لا.
سعر النفط يعتمد على العرض والطلب وبناءً عليهما يتحدد سعر النفط.
إن ما التزمنا به في السعودية هو التحقق من منع تواجد نقص في المعروض.
لذلك نحن نعمل مع حلفائنا في أوبك والدول غير الأعضاء في أوبك من أجل التأكد تواجد معروض مستدام لدينا من النفط، وأنه ليس هناك نقص، وأن هناك طلب جيد، والذي لن يخلق أزمات للمستهلكين وخططهم وتنميتهم.
بلومبيرغ: هل قام بإلتِماس محدد بشأن النفط؟ محمد بن سلمان: نعم، في المصداقيه فإن الطلب الذي قدمته أمريكا للسعودية والدول الأخرى الأعضاء في أوبك هو التحقق من أنه إذا كان هناك نقص في المعروض من قِبل إيران فإننا سنقدم ذلك وقد توج ذلك؛ بداعي أن إيران مؤخرًا خفَّضت صادراتها بنحو 700,000 برميل إن لم أكن مخطئًا.
وقد قامت السعودية وشركائها من كبرى الدول الأعضاء وغير الأعضاء في أوبك برفع صادراتها بنحو 1.5 مليون برميل يوميًا.
لذلك نحن نصدر ما يُقدر بنسبة برميلين إضافيين إزاء أي برميل مفقود من جانب إيران في الفترة الأخيرة, لذا نحن قمنا بعملنا وأكثر، نحن نعتقد بأن الأسعار العالية لدينا في الشهر المنصرم ليست بداعي إيران فهي على الأغلب بداعي الأمور التي تحدث في كندا والمكسيك وليبيا وفنزويلا وغيرها من الدول التي أسفرت إلى صعود السعر قليلًا ولكن بداعي إيران بالطبع لا؛ وذلك لأنها خفضَت نحو 700,000 برميل يوميًا ونحن قمنا بتصدير أزيد من 1.5 مليون برميل إضافي يوميًا.
بلومبيرغ: كم تصنع المملكة بداعي ذلك؟ محمد بن سلمان: اليوم ننتج نحو 10.7 مليون برميل يوميًا إن لم أكن مخطئًا.
بلومبيرغ: ماذا عن الأشهر القليلة القادمة؟ محمد بن سلمان: لدينا مخزونٌ احتياطي يقدَّر بنسبة 1.3 مليون برميل يوميًا من غير أي استثمار؛ لذا فلدينا في السعودية 1.3 مليون برميل يوميًا مُعدّة في حال احتاج المركز التجاري لذلك، ومع بلدان منظمة أوبك وبلدان خارج المنظمة نحن نعتقد أن لدينا أزيد من ذلك، أزيد من ذلك بقليل.
وبالتأكيد هناك إحتمالية للاستثمار خلال ثلاثة إلى خمسة أعوامٍ قادمة.
بلومبيرغ: أعتقد أنك عقدت اجتماعًا للتو في الكويت من أجل إرجاع تنشيط الإنتاج في المنطقة المحايدة، كيف سار الأمر؟ محمد بن سلمان: في الواقع إن الـ 1.3 مليون برميل يوميًا تمثلُ مخزونًا نملكه نحن الآن، بدون تلك الفرصة في الكويت.
ونحن نعتقد أننا نقترب من احراز شيءٍ مع الكويت.
هناك فحسب عدد من المسائل التي كانت عالقة خلال الـ50 سنة الماضية.
والجانب الكويتي يريد حلَّها الآن، قبل أن نستمر في الإنتاج في تلك المنطقة.
بلومبيرغ: هم يريدون شيئًا لا صلة له بالأمر؟ محمد بن سلمان: الأمور العالقة هي جزء من قضايا ذات صلة بالسيادة، لم يتم حلّها بين المملكة والكويت خلال الـ50 سنة السابقة, وهم يريدون حلَّها الآن قبل أن نستمر في الإنتاج من تلك المنطقة، ونحن نعتقد أن قضية عالقة منذ 50 سنة يكاد يكون من المستحيل حلُّها في أسابيع قليلة.
لذا فنحن نعمل من أجل الحصول على تفاهم مع الكويتيين لكي نستمر في الإنتاج للسنوات الـ5 إلى الـ10 المقبلة وفي الزمن نفسه نعمل على حلِّ قضايا السيادة.
بلومبيرغ: يتضح أنك لا تتوقع وقوع ذلك في أي وقت قريب؟ محمد بن سلمان: نحن جاهزون في المملكة العربية السعودية، والآن نعمل مع الكويتيين، ونعتقد أنه يمكننا الحصول على شيء ما قريبًا، نحن نحاول إقناع الكويتيين بالحديث حول قضايا السيادة، وفي الزمن نفسه نستمر في الإنتاج حتى نقوم بحلِّها.
بلومبيرغ: ولكن هل أحرزت تقدمًا بخصوص ذلك في هذا الاجتماع؟ محمد بن سلمان: القيادة الكويتية تسعى فعلًا المضي قُدُمًا في ذلك، نحن نعتقد أن جزءًا منهم هناك يريدون التمسُّكَ بمسائل السيادة قبل المُضي قُدُمًا، والجزء الآخر في الكويت يؤيدون ما نحاول قوله، هو أمرٌ جسم للكويت والمملكة العربية السعودية، وأنا أعتقد أنها قضية وقتٍ حتى يتم حلُّها.
بلومبيرغ: والآن هناك صفقة أخرى كبيرة، بسبب أن علينا التكلم عن الصفقة الكبيرة الأخرى التي أعلم أن زملائي مهتمون بها جدًّا وهي مفاوضات أرامكو من أجل شراء حصةٍ في سابك، هل لديك فكرة عن آلية القيام بذلك، كيف سيجري الأمر؟ محمد بن سلمان: لقد سمع الجميع الإشاعات حول إلغاء المملكة العربية السعودية القي أرامكو للاكتتاب العام، وتأجيله، وأن ذلك يؤخر رؤية 2030.
هذا الأمر غير صحيح.
وفي الواقع، في نصف عام 2017 واجهتنا مشكلة، ألا وهي: ما هو مستقبل أرامكو؟ فأرامكو اليوم، تصنع النفط، ولا تملك سوى القليل من مشروعات المصب (downstream).
نسبة إلى إنتاجها الضخم من الزيت الخام في حال قصدنا أن نملك مستقبلًا قويًا لأرامكو عقب 20 و 30 و 40 سنة من اليوم، فعلى أرامكو أن تستثمر مزيدا في المصب (downstream) لأننا نعلم أن الطلب على النفط عقب 20 عامًا من اليوم سوف يكون من البتروكيماويات.
وإذا ما شاهدنا الطلب المتزايد على البتروكيماويات، فأنا أعتقد أنه يزداد بـ 2% إلى 3% اليوم.
فحتمًا أن مستقبل أرامكو ينبغي أن يكون في المصب (downstream) وعلى أرامكو أن تستثمر في المصب (downstream) .
وحين تقوم أرامكو بذلك، سوف يكون هنالك تعارضٌ كبير مع سابك، بسبب أن سابك اختصاصية في البتروكيماويات والمصب (downstream) . ومصدر سابك الرئيس للنفط هي أرامكو.
لذا فحين تقوم أرامكو باتِّباع هذه الإستراتيجية، فستعاني سابك بكل تأكيد.
لذا فقبل أن نقوم بذلك، ينبغي أن يكون لدينا نوعٌ من الاتفاق لكي نضمن استفادة أرامكو من سابك وأن سابك لن تعاني خلال تلك العملية.
لذلك وصلنا إلى بند أن صندوق الاستثمارات العامة سيقوم ببيع حصته التي يملكها في سابك والبالغة 70% لصالح أرامكو وأرامكو سوف تقوم بباقي العمل المتعلق بالاندماج – أو أيًا كان ما سيفعلونه بسابك – من أجل الحصول على مؤسسة عملاقة في هذا المدى في المملكة العربية السعودية وفي العالم أجمع.
بالتأكيد أن المبلغ الذي سيأتي من تلك الصفقة سيذهب لصندوق الاستثمارات العامة، ولكننا لا نستطيع القي أرامكو للاكتتاب عقب تلك الصفقة مباشرة، لأنك تحتاج على الأدنى لسنةٍ ماليةٍ كاملة قبل الطرح العام.
لذا نعتقد أن الصفقة ستتم في عام 2019، وعلى ذلك فأنت تحتاج إلى عام 2020 بالكامل قبل الطرح العام لأرامكو.

4

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى