3
7
السعودية

حمد القاضي.. هذا وفاة امي اوجعتني وهذا القرار غير حياتي للصحافة والاعلام

قال الأديب والإعلامي عضو مجلس الشورى السابق حمد القاضي، إن أهم قرار غير حياته جاء بعد قراءته سيرة الخليفه عمر بن الخطاب، في كتاب “رجال حول الرسول” للمؤرخ الراحل خالد محمد خالد، فرفض الانتقال لوظيفة بشركة بمرتب مغرٍ.

وأضاف “القاضي”: قرار توجهي للكلمة والصحافة، كان هو القرار الذي غير مسار حياتي، وإلا لأصبحت ربما تاجراً أو موظفاً عادياً، فقد توظفت بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية، وبعد حوالي ثلاث سنوات جاءني أنا وزميل لي عرض من إحدى الشركات بدخل مغرٍ، فأخذتني الحيرة هل أنتقل للعمل أم أبقى بموقعي الذي أنا مرتاح فيه؟

وأضاف “القاضي” قائلا: وفي إحدى الليالي والحيرة تسكن دواخلي، كنت أقرأ كتاب “رجال حول الرسول”، للراحل المؤرخ خالد محمد خالد، وقرأت فيه : أن أحد الصحابة جاء للخليفة عمر، وقال له إنه سيغير نوع البضاعة التي في حانوته، ويبدأ يبيع بضاعة أخرى، فسأله عمر: كيف بضاعتك في السوق؟ فرد بأنه لا بأس بها، فقال له الخليفة عمر “من بورك له في شيء فليلزمه”.

وقال “القاضي”: وبعده اتخذت قراري بعدم الاتتقال لجهة العرض، أما زميلي فقد انتقل، ولكنه ندم بعد حوالي سنة، فلم يجد جو العمل مريحا بالشركة التي انتقل إليها.

وعن أقسى موقف واجهه قال حمد القاضي، في برنامج “المنعطف” بقناة “الثقافية” : إن وفاة والدتي أوجعتني فقد فقدت حنانها وأنا طفل بالسادسة، فظللت أبحث عن الحنان في خوافق الناس، وبين أحضان الحروف، كما قلت في أغلي كتبي “مرافئ على ضفاف الكلمة الذي أهديته لأمي رحمها الله وهذا الفقد ألهمني أن أتوج للعطاء وخدمة الوطن “الأم الثانية”، بعطاءاتي الكتابية ومشاركاتي الوطنية.

وعن أهم تجاربه ذكر أنها تجربته في مجال العمل الاجتماعي والخيري، هي أسعد التجارب، وقال إنه لا يشعر بذلك إلا من يوفقه الله للمساهمة فيها، وأضاف: إن متعة العطاء لا تعادلها متعة، ولعل الشاعر زهير بن أبي سلمي صدق عندما قال:

“تراه إذا ما جئته متهللاً

كأنك تعطيه ما أنت سائله”

وحين سئل عن الشخصيات التي ألهمته وساعدته قال القاضي: لا يوجد إنسان يستطيع أن يحقق طموحاته في الحياة، دون وجود ساعد يتكئ عليه، أو انسان حكيم يستشيره، ومن يزعم غير ذلك فهو يخادع نفسه بل يضرها، وقد كان في حياتي شخصيات كثيرة منها الشيخ حسن آل الشيخ وزير التعليم العالي الأسبق رحمه الله ،الذي تعلمت منه حسن التعامل مع الآخرين والتريث في اتخاذ القرارات، ثم الخال المربي عبدالرحمن العليان مدير التعليم السابق بعنيزة، الذي أثر في توجهه للقراءة، وحب العلم والعمل، ثم د. عبدالعزيز الخويطر المعروف بالنزاهة والأمانة والاتزان، وكان يعيش سلاما داخليا في جوانحه ،وأخيرا د. غازي القصيبي الذي نذر حياته للوطن وخدمة الناس والذي قال في آخر قصيدة ودع فيها وطنه:

“يا بلادا نذرت العمر زهرته

لعزها دمتِ إني حان إبحاري”

4

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى