3
7
السعودية

شاهد حقيقة الآبار المحيطة بـ”بئر زمزم” والحقبة الزمنية والترجيحات الـ 3 (بالصور)

صحيفة المختصر – بين الباحث في ملامح السيرة والتاريخ المكي الدكتور سمير أحمد برقة أن البئر الذي قام بتوثيقه أحد العمال في مشروع تأهيل بئر زمزم وتناقلته مواقع التراسل ونفته الرئاسة العامة هو بئر قديم لمياه جوفية قد يعزى احتمالاً إلى أحد الآبار التاريخية الثلاث الواقعة قرب من بئر زمزم، موضحًا أنه وبعد الرجوع لكتب التاريخ الموثقة التي ذكرت أن المؤرخين المكيين والمهتمين بمصادر المياه في مكة وما حولها هم على علم ودراية بأن صحن المطاف ومحيط المسجد الحرام ملئ بالآبار الجوفية وعددها 28 بئرًا وأن ما يهمنا هنا دراسة ثلاث آبار احتمالية هي أقرب ما تكون حول بئر زمزم.
وتشمل هذه الآبار أولاً بئر الداودية التي تبعد عن زمزم بنحو80 – 100 متر تقريباً، فهذه البئر جزء من المدرسة الداودية التي كانت في منطقة الحرم الشريف، وهي في الجهة الغربية من الحرم المكي قبل باب العمرة، ولا نعرف ما إذا أزيلت هذه البئر مع التوسعة السعودية الأولى للحرم أم لا أو جرى ردمها والحفاظ عليها؟ بئر شوذب وقال الاحتمال الثاني إنها ترجع لبئر “شوذب”، ويقع في صحن المطاف عند باب بني شيبة، والبئر أقرب إلى الشرق أمام الكعبة وخلف مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام والمسافة بين البئر وبين الحجر الأسود حوالي 18م.
وأضاف: إن بئر “شوذب” قام بحفرها مولى معاوية بن أبي سفيان بقرار منه في عهده حينما باشر الخلافة في 41هـ، وظل بئر شوذب كما تجدر الإشارة إلى المؤرخون سقيا لأهل مكة والحجيج حتى عهد الخليفة العباسي محمد المهدي في توسعته للمسجد الحرام، فدخل البئر في المسجد وهو حاليًا في داخل صحن المطاف .
بئر رم
أما البئر الثالث فهو بئر “رم”، ويقع في الجانب الشمالي الشرقي للمسجد الحرام، وهو حاليا في داخل صحن المطاف، وتقول مصادر التاريخ إن من حفرها عبد شمس بن عبد مناف في الجاهلية، وأدخلت في المسجد الحرام في توسعة الخليفة العباسي أبوجعفر المنصور .
وطالب برقة الجهات المسؤولة عن مشروع تأهيل بئر زمزم في الدراسة والبحث حول هذه البئر لكشف ما إذا كانت هي هذه البئر المكتشفة والتي جرى تداولها في مواقع التراسل الاجتماعي واحدة من هذه الآبار التاريخية أم لا؟! وكيف جرى بناؤها وطيها وهل هناك تسرب من خلال التصدعات والمفاصل الصخرية وكيف تجمعت المياه حولها طيلة هذه المدة، وهل هناك امتداد لها ومن أي جهة، استفسارات يجب لها من جواب؟!! ولابد من تمكين الباحثين من دراستها لكشف مصادرها لاسيما وأن مكة من خلال تاريخها تعاني من شح المياه لأنها بوادٍ غير ذي زرع، كما ذكر القرآن على لسان سيدنا إبراهيم عليه السلام.
حقيقة اختلاطه
وأكد برقة أن هذه المياه لم تختلط بزمزم كما قال هذا المؤرخون والمهتمون، فقد سبق وأن قام متخصصين المياه بالتحليل الكيميائي لمياه الآبار ووجدوا اختلافاً بين بئر الدوادية وبئر زمزم بداعي الملوحة حتى حينما حدث سيل كبير في مكة 1388 بلغ مستواه إلى باب الكعبة كانت المياه تتدفق من فوهة بئر زمزم “بئر زمزم تنظف نفسها”، كما يقول المكيون، واليوم وهذا التدفق للمياه لن تجده في المياه الأخرى قطعاً مما يشير قطعيًا أن المياه الجوفية بين الآبار غير جماعية .
يجب دراستها
وأشار برقة أن المشروعات التطويرية وتوسعة المسجد الحرام تحظى باهتمام الدولة، ومن هذا ما يشهده اليوم من مشروعات لصحن الطواف ومحيط بئر زمزم .
ونوه برقة ومع كل توسعة يبين للسطح اكتشافات تاريخية جديدة يجب من دراستها والاهتمام ما إذا في صحن المطاف أو داخل أروقة ومحيط المسجد الحرام، وهنا يجب للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني من تدخل واهتمام لاسيما وأن الاكتشافات التاريخية والأثرية تسقط بداخل اختصاصها ومجالها وبالتنسيق مع رئاسة الحرمين الشريفين واللجنة العلمية للتوسعة التي تتبع لجامعة أم القرى بالإضافة الى الشركة المنفذة .

4

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى