صحيفة المختصر – بثت الحرائق اليومية الرعب لدى 13 فردًا يمثلون عائلة في الرياض تأمُر يومها في فناء المنزل، في حين التهمت الحريق -مجهولة السبب- أثاثهم بالكامل، وظلت العفش والشنط المدرسية وأواني الطبخ أسفل أشعة الشمس طيلة اليوم.
قصة العائلة والنار
شرعت قبل سبعة أشهر، وتحديدًا في 17 رمضان المنصرم حينما نشبت في محتويات تسقط تحت الدرج، وأخمدها مالكي المنزل ظنًّا منهم أنها عرضية، لتتولى الحرائق في المستودع والدورين الثاني والثالث، إلى أن أتلفت الأجهزة الكهربائية والجدران والأرضيات والمطبخ والستائر.
يقول صاحب المنزل: “قبل 5 أعوام اشتريت الأرض في حي اليرموك بالرياض، وهي مرهونة للبنك، وشيدنا العمارة السكنية، وسكنت بصحبة زوجتي وأولادي ووالدتي وأشقائي، وبقيت سنتين بأثاث طفيف لضعف الأحوال المادية، وبدأنا بالتأثيث حتى اكتمل المنزل، وفي رمضان الفائت شبّ حريق محدود وأخمدناه، بعد ذلك توالت في حين عقب حرائق متفاوتة من غير دراية الأسباب.
وأضاف: “الحريق يطرأ في الغرف أثناء منع تواجدنا بها، ويبدأ أحيانًا في الكنب والستائر، وأصبحنا في هلع كبير، ويتناوب أشخاص الأسرة التفتيش خوفًا من اشتعال النيران وقت النوم، وآخر حريق كان يوم السبت الماضي، وأثناء السبعة الأشهر السابقة نشبت الحريق 35 مرة، حضر الدفاع المدني عشر مرات، وأحيانًا تدوم الحرائق عدة أيام إذ شبت في 9 أيام متوالية 4 مرات يوميًّا.
وأشار الابن الأكبر للوالدة الأرملة إلى أن الحريق دمرت المنزل بالكامل، وأصبحت الأسرة تنام في الصالة المهترئة والفناء الخارجي صيفًا وشتاء، وبعد الاستيقاظ يتم إخراج البطانيات حتى لا تشتعل.
وأوضح العائل للعائلة أنه لا يتمكن من بيع المنزل أو التخلص منه بداعي رهن الأرض للبنك، في حين لا يمكنهم استئجار بيت آخر أو شقة مفروشة؛ لسوء أحوالهم المالية، مؤكدًا أنهم لا يعرفون مسببات اشتعالها، ولم تفلح محاولات قراء القرآن في إيقافها، غير أنها أهلكت العائلة ماديًّا ومعنويًّا، وأصبح الخوف المستمر هو سيد الموقف، وأثّر هذا في الحياة الاجتماعية والدراسة، وبات منظر آليات الدفاع المدني وصراخ الأطفال مألوفًا لدى الجيران.
