صحيفة المختصر – تصاعد الحديث عن صمم السعودية، تدشين أول كنيسة على أراضيها بنحو لافت، منذ وصول البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى العاصمة الرياض، ومغادرته لها من غير صدور أي شيء رسمي يصر صحة تلك الإشاعات. وزاد الحديث عن الكنيسة كما لو كانت واقعاً، حيث يترأس الجدل حولها سلسلة القضايا الأشد تداولا من خلال مواقع التراسل الاجتماعي في السعودية وبلدان خليجية وعربية أخرى.
وعلى موقع شبكة التدوينات المصغرة تويتر الذي يجمع ملايين السعوديين، يحتل الوسم “#افتتاح_كنيسة_في_الرياض” مكانة متقدمة في ترند الموقع بالسعودية، اليوم الأربعاء، مع تمسك فريق من المغردين بحقيقة تدشين الكنيسة ورد الفريق الآخر عليه بالنفي.
وكان الوسم نفسه انجز تداولاً مشيراً مطلع نيسان/أبريل المنصرم -أيضاً- قبل أن يبدو أنه مجرد إشاعة غير فعلية جرى تدشينها بمناسبة “كذبة أبريل”.
وعاد الحديث عن تدشين كنيسة في السعودية يوم يوم أمس الثلاثاء إلى الواجهة مجدداً، تزامنا مع زيارة البطريرك الراعي للرياض، حيث ذكرت تقارير إعلامية ومدونون على مواقع التراسل الاجتماعي، إن السعودية ترغب ترميم كنيسة أثرية قديمة تزامنا مع زيارة البطريرك الأولى للمملكة.
لكن تلك التكهنات تبددت مع رحيل الراعي للعاصمة السعودية، عقب لقائه الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد، وعدم صدور أي تقرير أو بيانٍ رسمي من الجانبين السعودي أو اللبناني يصر صِحة الكنيسة.
ولا يخلق في السعودية -التي تعد قبلة المسلمين باحتوائها على الكعبة المشرفة في مدينة مكة المكرمة- أي كنائس أو دور عبادة لغير المسلمين؛ حيث تمنع المملكة بناءها استنادًا لآراء وفتاوى رجال الدين ذوي النفوذ بالبلاد.
لكن السعودية قد ترمم كنائس أو أماكن أثرية أخرى لأغراض سياحية فقط، حيث تعمل المملكة على تحسين القطاع السياحي المرتبط بالآثار، وتقوية وارداتها من هذا القطاع في إطار خطة تبديل عملاقة تَخُص تنويع الدخل؛ بدل الاعتماد على مبيعات النفط.
ويوجد في السعودية من يؤيد بناء الكنائس بالفعل، ودور عبادة أخرى؛ حيث يقولون إن حظرها يستند لتفسيرات غير منطقية لرجال الدين، مستشهدين بحضور كنائس قديمة يرجع بناؤها لقرون، إضافة لكنائس جرى بناؤها حديثًا في عدة دول إسلامية، وبينها الكويت المجاورة.
وإضافة لنحو عشرين مليون سعودي يعتنقون الديانة الإسلامية، يخلق أتباع ديانات ومذاهب أخرى من شتى بلدان العالم، يُكونون جزءًا من حوالي عشرة ملايين مقيم أجنبي يعيشون في السعودية، ويمارسون طقوسهم الدينية في منازلهم.
