3
7
السعودية

كاتبة سعودية تطالب بعدم معاقبة الطالبة التي قفزت من سور المدرسة

صحيفة المختصر – ترفض الكاتبة الصحفية عزة السبيعي مجازاة طالبة بدت في مشهد وثقه أحدهم لفتاة تقفز من سور مدرسة، محتومة أن الأزمة ليست في الطالبة، بل في المدرسة التي لا تجذب الطلاب بعد أن تركها المسؤولون عن التعليم صحراء قاحلة وتفرغوا للسفر وعقد المؤتمرات وعرض النظريات من غير تحسين على أرض الواقع.
قفزة بارعة
وفي مقالها “كيف تقفزين من سور المدرسة”، تقول السبيعي: “لقد كانت قفزة ماهرة في الحقيقة، لذا أقولها وأنا جادة المشهد الذي وثقه أحدهم لفتاة تقفز من سور مدرسة، يشير إشارة ماحقة ساحقة على سعة الفتاة السعودية -رغم كل الظروف التي تحرمها من ممارسة الرياضة «حتى وقت قريب»- تمكَّنت بمهارة الاحتفاظ بمستوى مختلف من اللياقة، وليت هذه الفتاة لا تعاقب بل يتم استدعاؤها لمنتخب المملكة للقفز بالزانة، وستحقق -بقليل من التدريب- نتائج باهرة، بل ربما تحرز ميدالية للمملكة”.
أرجوكم لا تعاقبوها وتضيف السبيعي: “أريد أن أقول ببساطة، أرجوكم لا تعاقبوها، الله وحده يعرف كيف تعلّمنا في هذه المدارس والكليات.
الله وحده يعلم كيف عانينا في صالات مقفلة لا تستطيع شم الهواء من نوافذها.. أذكر أن كليتي كانت تشبه قلعة قاتيباي من صعوبة تحصينها، وأيضا مدرستي، وربما هذا كي يبقونا في داخلها الموحش غالبًا، والذي لم يتبدل طيلة هذه السنوات، خاصة في دفعه البنات إلى الهرب”.
المراهقات في المولات صباحًا
وتلفت السبيعي إلى تواجد المراهقات في المولات صباحاً، وتقول: “في زياراتي الأخيرة للرياض، حرصت على التجول في المولات صباحاً، لأشاهد كثيرًا من المراهقات يتجولن هناك، وينتشرن في المقاهي وأعينهن تدور ببراءة .. أوقن كأم أن من يلتقطها لن يكون بنسبة البراءة نفسها، وسط غياب قوانين المحافظة على النساء والرجال من التحرش صغارًا وكبارًا”.
مشكلة المدرسة الطاردة
وحسب السبيعي فالمشكلة في المدرسة الطاردة للطلاب، وتقول: “صناعة مدرسة تشدّ الطالب ليست أمرًا سهلاً، خاصة مع وزراء تدريس شغلهم الشاغل طواف الأرض للبحث عن تجربة ينظرون ويتحدثون عنها كثيرًا، بعد ذلك يعقدون مؤتمرات بهرج الدولة الملايين، والمدارس صحارٍ قاحلة مملة، لا تتمكن إلا في إرتفاع أعداد التسرب والهاربين”.
المدرسة ينقصها الكثير
وتضيف السبيعي: “وزارة تُعنى بالأرقام الخادعة والبيانات المضللة، فلدينا ما يكفي من حصص النشاط التي يلاحق فيها الطلاب ديكاً روميًا، وليس لدينا مسرح أو ملعب أو مقهى أو قاعة كمبيوتر، أو آلاف الأدوات التي تجعل المدرسة مدرسة فعلية لا يرغب الطالب أن يخرج منها، يتنقل فيها كالفراشة بين المعمل والفصل، ومن تجربة لمعلم يضعه أولاً في أولوياته، فينشغل كيف يجعل الدرس رحلة للمعرفة والاستكشاف”.
وتنهي السبيعي قائلة: “حتى تصبح لدينا مدرسة حكومية كهذه، أرجوكم لا تعاقبوا هذه الصبيّة، ولا مديرتها، ولا معلماتها، عاقبوا ميزانيتكم التي نست المدرسة ولم تنس رحلاتكم”.

4

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى