صحيفة المختصر – السعودية – ساعتان متواصلتان قضاهما العالم ليلة يوم أمس بدون مسجات الواتساب، تناسوا بسببها كل قضاياهم العالقة وحروبهم الدامية وعلاقاتهم المتوترة، وتمحورت نقاشاتهم في وسائل التراسل الاجتماعي حول ذلك التعليق المفاجئ للتطبيق الذي سهّل حياتهم؛ مناشدين بعودته بأي ثمن.
التطبيق المعروف الذي يبلغ عدد مستعمليه حوالي مليار مستخدم في شتى أجزاء العالم، وينقل حوالى 42 مليار كلمة يومياً بحسب لتأكيدات جان كوم أحد مؤسسيه؛ تَوَقّف عن التنفس على مستوى العالم، وسط تنبؤات بأن الشركة تسعى تحديث التطبيق؛ إلا أن تأجل رجعته للعمل أثار مخاوف مستعمليه بشدة؛ فانتقلوا إلى “تويتر”، ورفعوا هاشتاقاً بمسمى #تعليق_الواتساب ليتصدر الترند العالمي.
على المستوى المحلي، اختلطت مشاعر السعوديين بين التوتر على اختفاء أبرز وسيلة للتواصل، والتندر على ردة نفذ رواده، عقب رصدهم تعطل تدفق الرسائل إلى أجهزتهم الذكية.
“الواتس” الذي بات محركاً رئيسياً للكثير من الأنشطة والأعمال داخل المملكة؛ أجبر مستعمليه على العودة مرة أخرى للرسائل النصية، والتي كادت أن تُمحى من ذاكرتهم؛ في حين تَسَمّر البقية أمام شاشات المنصات الإعلامية الأخرى؛ منتظراً البُشرى بعودة التطبيق للعمل مرة أخرى.
أحدهم غرّد ساخراً انطلاق الأزمة بأنه “أعاد تشغيل شبكة الشبكة العنكبوتية عدة مرات؛ متوقعاً الخلل منها، قبل أن يجد كِبَر المشكلة”؛ في حين غرّد عبداللطيف آل الشيخ بسخرية: “قطع الأرقاب ولا تعليق الواتساب”، مغرد آخر أقسم بأنه لم يلتقي مع أشقائه على مائدة العشاء بدون اختلاسهم الاطلاع لجوالتهم مثل هذه الليلة. وزير التعليم السابق الدكتور عزام الدخيل اتجه إلى طرف مضيء حين ذكر في تدوينة نالت تفاعلاً واسعاً: “تعليق الواتساب هذه الليلة وكل مرة يتعطل بها، يذكّرنا بضرورة التراسل الفعلي بعيداً عن العالم الافتراضي، مع أقرب الناس أمك وأبيك وأهلك وأصدقائك”.
ومع أن إحصائيات “الواتساب” تثبت أن التطبيق يوثق يومياً حوالى 1.6 مليار صورة فوتوغرافية، و250 مليون أوراق شريط مصور بين المليار مستخدم؛ فإن هذه الإحصائيات لن تتأثر -دون شك- بتعليق الساعتين؛ ففور إفاقة “الواتس” من غيبوبته المؤقتة تسابَقَ مستخدموه لبث التهاني والتبريكات من خلال مجموعاتهم المفضلة؛ معلنين عودة الروح إلى جوالاتهم عقب ساعات عصيبة شعروا خلالها بضرورة التطبيق الأشهر على سطح الكرة الأرضية.
