صحيفة المختصر - والحزن يعتصر فؤادها حكت أم ميران حرم الجندي أول فايز مبارك فايز البيشي اللحظات الأخيرة لزوجها الذي أحضر معه عند رجعته من شُغله بالقوات البرية بخميس مشيط صهريج مياه وقام بملء خزان المياه ومن بعد ذلك تشغيل الدينمو لزيادة المياه إلا أن صنابير المياه لم تدفع بالماء ما حدا به إلى الذهاب إلى خزان المياه. وعندها ذكر لزوجته التي تقف إلى جواره أنني ساستطلع الأمر من داخل الخزان فنصحته وحذرته إلا أن أجله كان أقرب من كل شيء سرعان ما أمسك بالماصورة المتدلية داخل الخزان لتنكسر به ويقع داخل الخزان الممتلئ بالمياه لتأخذ في الصراخ وتخرج إلى الشارع مستنجدة بالجيران الذين هرعوا إلى الموقِع وقاموا بإشعار الدفاع المدني وانتشله جثمان هامدة وذكرت بصوت مبحوح من البكاء والحزن جرى استخراجه وتسليمه للجهات الأمنية التي أودعته ثلاجة المستشفى حتى يتم حضور عائلته من بيشة واستكمال خطوات إستلام الجثمان ودفنها. وأشارت إلى أن الجثمان لا تزال بالثلاجة وذكرت إنه انصرم على زواجهما عامان كان البيشي فيها طيباً ومشفقًا وحنونًا عليها وعلى ابنتهما ميران ذات العام الواحد كان سرعان ما يحتضن ابنته قبل ذهابه إلى شُغله وعند رجعته إلى بيته وذكرت إنه كان كثيرًا ما يردد متى أمتلك منزلاً يضمنا ونستقر فيه عقب أن أنهكه الإيجار إذ يسكنان في شقة بالإيجار في حي الرصراص بخميس مشيط وعادت لتبين أن وقوع زوجها أمام ناظريها أصعب موقف لها في حياتها ولن تنساه طوال عمرها . ميران البراءة ابنة الشهيد تنقل نظرها بين الحاضرين؛ تترقرق في عيونها الدموع منكرة كل الحضور ترفض أن يمسكها أو يحتضنها أحد تترقب الفؤاد الحنون الذي كان صدره الدافئ فراشًا لها ولم تعلم أنه لن يرجع عقب اليوم لا تعلم ما يدور حولها ولكنها ستعلم إلا أن قضاء الله وقدره فوق كل الاعتبارات وبدا الجميع وألم الفراق والحزن يخيم عليهم إلا أن ألسنتهم لم تنقطع عن ترديد إنا لله وإنا إليه راجعون.
