ماهي طريقة حساب الوزن المثالى

في هذه الأيام التي تغيّر فيها نظام الحياة بنحو كبير، أصبح من المُحتمَل أو المترقب للغاية أن ينبعث بين الناس أزمات صحية تختص بالتخمة والوزن الزائد الذي في ما هو غالب سببه تبدل نظام الحياة من الوضع الذي كان عليه من الحركة والنشاط اليومي المستمر، إلى نظام الجلوس الطويل لساعات ما إذا كان ذلك أثناء العمل أو حتى خارج إطار العمل.

لذلك أصبح من الحري للغاية البحث في هذه القضايا والسؤال عن الحلول للتخلص من التخمة والوصول إلى الوزن المثالي المطلوب ليكون الجسم رشيقاً وصحياً، ولكي يتفادى الكثير من الأمراض المُحتمَلة ذات العلاقة الكبيرة برفع الوزن وزيادة نسبة الدهون في الجسم.

فماذا نعني أولاً بالوزن المثالي؟ وما هي طرق حسابه؟ وما هي الأوصاف المسماة لجميع وزن أقل أو أعلى من الوزن المثالي؟ وما هي النصائح والتعليمات التي يمكن الالتزام بها للوصول إليه؟

يُعرّف الوزن المثالي بأنّه الوزن الذي ينبغي أن يكون عليه الشخص متناسباً على نحوٍ طبيعي مع طوله، وهو يختلف من شخص لآخر، حيث هناك عوامل متعددة تؤثر في حجم الوزن المثالي لجميع شخص والتي من جانبها تؤثر بنحو مباشر على طول الشخص باختلاف فترات النمو والتطور منذ مرحلة الطفولة مروراً بالمراهقة والنمو السريع للجسم، إنتقَالاً إلى مرحلة الكهولة والشيخوخة.

وهذا الوزن جرى تقديره وفق دراسات كثيرة جداً، وجميعها تؤكّد بأن الالتزام به أو بمجاله، يحمي الشخص من أمراض متعددة تختص بصعود مستوى الدهون في الجسم مثل أمراض القلب والشرايين، ومرض صعود ضغط الدم، والنوع الثاني من داء السكري، والجلطات، وتُحافظ على بيئة جسدية مناعية شديدة ضد أنواع العدوى المتنوعة ما إذا كانت بكتيرية أو فيروسية أو طفيلية.

أيضا الوزن المثالي يعطي الشخص سعة على إنجاز الأعمال والواجبات اليومية من غير تعب التعب أو الإرهاق الحادّ الذي يتألم منه الكثير على وجه الخصوص في مدة ما عقب العمل أو على وجه الخصوص في أوقات المساء.

لحساب الوزن المثالي، هناك الكثير من المسارات التي يلجأ إليها في العادة أخصائيو التغذية وأيضا أخصائيو الأمراض المزمنة، ومن أشهر هذه المسارات وأكثرها شيوعاً واستخداماً هي طريقة حساب مؤشر كَومَة الجسم.

فكما ذكرنا آنفاً، إن الوزن المثالي هو الذي يكون الشخص في مجاله مُوازناً بينه وبين طوله على نحوٍ حسابي.

وحسابياً يتم دراية ذلك من خلال المعادلة التالية التي ينبغي من خلالها أن يتراوح مؤشر كَومَة الجسم بين 18، 5 حتى 25.

أي أن مؤشر كَومَة الجسم = (وزن الشخص بالكيلوجرام)/(طول الشخص بالمترXطول الشخص بالمتر).

ومثال ذلك، شخص وزنه 70كيلوجرام وطوله 1.75متراً، هو صاحب وزن مثالي بسبب أن مؤشر كَومَة الجسم لديه يكافئ 22، 86 (يقع في المدى المثالي بين 18.5 وحتى 25) وفقا المعادلة: مؤشر كَومَة الجسم = (70)/(1، 75*1، 75) ويساوي 22، 86.

هناك طرق أخرى للوصول إلى قيمة الوزن المثالي إلا أنها أقل شيوعاً واستخداماً، وحتى أقل دقة في احراز نتائج دقيقة، وهي طرق قديمة نسبياً مقارنة بمؤشر كَومَة الجسم.

نذكر منها: طريقة “بروكا” لحساب الوزن المثالي ومن خلالها فإن الوزن المثالي للجسم بالكيلوجرام = طول الشخص بالسنتيمتر – 100 مع نطاق خلل مصرح به يتراوح بين15% للنساء و10% للرجال.

ومن خلال هذا المؤشر، على الشخص أن يكون طوله متناسباً مع الوزن، لكن أؤكِدَ أن هذه الطريقة ضعيفة خصوصاً مع الأفراد ذوي القامات الوجيزة للغاية والطويلة جداً.

طريقة “ديفين” لحساب الوزن المثالي، وفي الواقع هذه الطريقة هي تغيير لآلية “بروكا” قام بها العالِم “ديفين” ولم يكن الهدف منها تحديد وزن مثالي للأشخاص، بل أراد من خلالها فحسب حساب جرعات عدد من الأدوية التي كان يدرس عليها ويستخدمها في حياته المهنية.

ومن خلالها هناك معادلتان:

للرجال، الوزن المثالي للجسم بالكيلوجرام =50كيلوجرام + 2، 3كيلوجرام لجميع بوصة أزيد من خمسة أقدام.

للنساء، الوزن المثالي للجسم بالكيلوجرام =45، 5كيلوجرام + 2، 3كيلوجرام لجميع بوصة أزيد من خمسة أقدام.

وهناك طرق أخرى غير مهمة مثل طريقة “حموي” و”ميلر” وغيرها من المسارات الكثيرة إلا أنها غير دقيقة في القيم وفي النهائيات الصحية المرتبطة بالوزن المثالي المحسوب.

مؤشر كَومَة الجسم أقل من 15 يُطلق عليه (نقص حاد جداً)

مؤشر كَومَة الجسم من 15 إلى 16 يُطلق عليه (نقص حاد)

مؤشر كَومَة الجسم من 16 إلى 18، 5 يُطلق عليه (نقص)

مؤشر كَومَة الجسم من 18، 5 إلى 25 يُطلق عليه (الوزن المثالي)

مؤشر كَومَة الجسم من 25 إلى 30 يُطلق عليه (زيادة)

مؤشر كَومَة الجسم من 30 إلى 35 يُطلق عليه (سمنة خفيفة)

مؤشر كَومَة الجسم من 35 إلى 40 يُطلق عليه (سمنة متوسطة)

مؤشر كَومَة الجسم أزيد من 40 يُطلق عليه (سمنة مفرطة)

الابتعاد عن العادات الصحية السيئة، كالتدخين وتناول الكحول بنحو مفرط، والجلوس لفترات طويلة بدون حركة، وعدم القيام بالنشاطات الرياضية المتنوعة خلال اليوم.

تناول وجبات غذائية بنحو منتظم بمعدل ثلاث وجبات إلى خمس وجبات يومياً شريطَة منع تناول كميات بالغة من الأطعمة في كل وجبة، وممارسة فعاليات رياضية عقب كل وجبة بمعدل عشرة دقائق إلى ربع ساعة.

تناول الأطعمة المتوازنة بحيث يُحسب من خلالها حجم الكربوهيدرات بمعدل 55%، والدهون 30%، والبروتينات 15%.

وهذه المعدلات تعتبر الأشهر عالمياً للحفاظ على وزن مستقر وطبيعي باختلاف فترات العمر في أوضاع الأمراض المزمنة كمرض السكري الطراز الثاني أو مرضى صعود ضغط الدم المزمن، يُنصح بتناول الوجبات الغذائية بنحو منتظم والتقيد بالصحن الصحي والذي هو عبارة عن تقسيم للصحن إلى أربعة أرباع، ربع للكربوهيدرات، كالأرز والمعكرونة والبرغل وغيرها، وربع للبروتينات، كاللحوم الخالية من الدهون، كلحم صدر الدجاج، والربعين الأخيرين يوزّع فيهما أنواع متعددة من الخضروات، كالسلطة، والفواكه المعتدلة السكر، كالتفاح والبرتقال.

يُنصح بالمتابعة بنحو دوري لدى أخصائي التغذية وأيضا أخصائي السمنة إذا كان الشخص يرغب في التوصل إلى أنسب نتيجة في أقصر وقت ممكن، بحيث لا تضر الحمية الصحية المتبعة بالصحة العامة للجسم.

يُنصح بتناول كميات بالغة من السوائل على مدار اليوم لتفادي معاناة البطن المصاحبة للإمساك الذي يؤول إلى إرتفاع مدة مرور الأكل في الأمعاء مما يرفع من امتصاصها، الأمر الذي يؤول من جانبه إلى إرتفاع الوزن.

أصحاب الأوزان المرتفعة جداً، يُنصح بعدم تخفيض الوزن بنحو كبير مرّة واحدة، بسبب أن هذا الأمر سوف يؤدي إلى أزمات بليغة على مستوى الصحة العامة، ولكن يُنصح بتخفيف الوزن بنحو تدريجي من خلال الرياضة اليومية والنظام الغذائي المناسب على مدار ما لا ينخفض عن ستّة أشهر.

النساء الحوامل عليهن تفادي أي نشاط للحمية أثناء الحمل لتخفيف الوزن، بسبب أن المرأة في مرحلة الحمل تكتسب وزناً إضافياً لا يعد بالضرورة زائداً، وحتى لو كانت على مقياس مؤشر كَومَة الجسم مُصنّفة أسفل سلسلة أزيد من 25، فإن محاولة تخفيف الوزن ينبغي أن تُؤجل إلى مرحلة ما عقب الولادة وحتى عقب الستّة أشهر الأولى من الرضاعة الطبيعية لكي لا يكون هناك أي تأثير على الطفل.

إنّ التوصل إلى وزن مثالي هو غاية يطمح لها الكثيرون، بل إنه من الأحرى القول بأن الوزن المثالي هو الغاية المرجوّة من غالبية أنظمة الأكل والرياضة المتعددة التي تفوح هذه الأيام على مُختلف وسائل الإعلام.

وما على الشخص إلا أن يكون طبيب ذاته ويلتزم ببعض النصائح التي اقترحناها للوصول إلى الغاية المرجوّة.