صحيفة المختصر – في كل يوم أحد وبالتحديد في شارع JALAN MH.THAMRIN وفي مربع BUNDARAN H.I بوسط جاكرتا يتم إقفال الشارع بشكل تام أمام المركبات من عقب صلاة الفجر إذ يتحول للوحة مدهشة وعوالم متعددة وثقافات مختلفة تعكس الوضع في إندونيسيا ما بين رؤية شعبية للجوانب السياسية وطقوس طائفية ومعتقدات محلية، بل ويمتد هذا لتجد في الزوايا والساحة الرئيسة من يمارس التمارين الرياضية، ومن يعرض شتى الأكلات الشعبية والمنتجات التجارية، بل وأيضاً ستجد أساليب متعددة لكسب التبرعات لأهداف دينية أو اجتماعية أو مساعدات إنسانية.
وفي حال وجدت نفسك هناك فلا تحظر فضولك من التكلم إلى من يسمون أنفسهم (العفاريت) ويلبسون الحنوط (الأكفان) في دلالة إلى أسطورة تلفت إلى عودة الموتى إلى بيوتهم في حال لم يتم سماع أساليب معينة. وستجد من يلونون وجوههم ويلبسون الأكفان وبعضهم قد يَرفَعْ في حيلة طريفة رأسه بين يديه من خلال زي محدد والهدف العام هو حثك على التبرع أو المساعدة المالية.
من أهم ما صادفنا فرقة من كبار السن مِعِهُم ما يشبه معرضاً مصغراً من الدراجات القديمة التي جلبها الهولنديون إبان احتلالهم، إذ يقول أحدهم وعمره 85 سنةً وهو يقفز بكل رشاقة فوق دراجته، إنه يجهز إلى هنا على مراحل ليعرض دراجته التاريخية بدون إزاء ومساهمة منه في التعريف بتاريخ وثقافة سابقة.
ومؤكداً أنه يساهم بها في العديد من الاحتفالات والمهرجانات وأنه سبق وعرض عليه المشاركة في مهرجان في هولندا ودفع له المبلغ ولكنه اعتذر.
في وسط الساحة أيضاً قد تعتزم في مشاهدة العديد من الأدعية والأهازيج التي تغنى على أصوات الطبول، وقد تكون خليطاً بين الصلاة على النبي وبين أناشيد دينية وقد تخرج إلى كلمات أغان شهيرة تختص بموضوعات دينية.
في الساحة أيضاً يمتزج الحابل بالنابل ولو توافر لك الزمن فيمكن أن تستجيب لعدة من يريد التعريف ببرامج دينية أو مشروعات تحتاج إلى تبرعات.
كما سترى كيف تُعد اللافتات من القماش في وسط الساحة وتكتب عليها شعارات سياسية تأييداً لحزب ما أو منظمة سياسية مؤيدة أو مناهضة سعياً لتبرعات.
تصويباً لما قد يتبادر للذهن ولاسيما عند مشاهدة التمارين الرياضية أن ذلك شارع (تمرين) والحقيقة أن ذلك المسمى يرجع لأحد أبطال الحرب ممن كان له دور في تاريخ الاستقلال الوطني.
في وسط الساحة احتال شعبي يدل لتاريخ البلد كما يرمز للتعايش بين الأعراف المتنوعة في هذه الدولة الكبيرة سكاناً ومساحة.
تعليق واحد