3
7
السعودية

بالصور.. سعوديون يشيدون بروعة استقبال الإندونيسيون لشهر رمضان

صحيفة المختصر – إندونيسيا من أزيد الدول التي تحتفل بشهر رمضان بنحو مدهش، إذ تختلط جماليات العادات والتقاليد بالإيمانيات المعتادة.
وتظهر الصور المتعدة لتشكل لوحة رائعة تعكس عمق ضرورة الشهر الكريم ومكانته في ذلك البلد. ومع انطلاق الشهر الكريم تعطي الحكومة الإندونيسية أول ثلاثة أيام في الشهر الكريم عطلة للطلاب، ويحرص غالبية الإندونيسيين على البقاء لمدة أطول في المساجد وقراءة القرآن الكريم وتكثيف حلقات الذكر والتلاوة.
وبذلك تصبح المساجد شعلة نشاط ديني واللافت أن العديد من الأنشطة تقام عقب صلاة الفجر وفي المرحلة الصباحية في عدد من الأقاليم إذ ذلك التوقيت في دول أخرى عادة يكون زمناً للراحة.
مساجد البلد المذهلة في جمالياتها وارتياد الناس لها وأبرزها جامع “الاستقلال” في جاكرتا أكبر المساجد في العالم عقب الحرمين الشريفين ومسجد (رايا منزل الرحمن) في بندا آتشيه من شهور المساجد التي يستهدفها المصلون وبها أنشطة رمضانية مختلفة.
احتفالات وطبول البدوق
تنطلق الفعاليات ومظاهر الاحتفاء فور الإبلاغ الرئيسي لوزارة الشؤون الدينية الإندونيسية عن دخول الشهر المبارك وهي ممن تستعمل الرؤية الشرعية والحسابات الفلكية أيضاً.
وإذا كنت في إندونيسيا فربما ستشهد مظاهر عديدة ومختلفة من خلال نزول الإندونيسيين للشوارع في احتفالات بدخول الشهر الكريم.
كما تغص الأسواق بحراك غير عادي.
أما العادات والتقاليد الخاصة فتبرز من خلال ارتداء الأزياء الشعبية والتقليدية كما يفتتح الإندونيسيون -وقد لا يكون في كل الأقاليم- الشهر بزيارة المقابر للدعاء لأحبابهم الراحلين.
وفي ذلك المدى ربما ستشهد العديد من التجمعات تقوم بترديد الأناشيد والابتهالات الدينية وبعضهم يقوم بعمل منتظم وشامل من خلال القيام بعمل (المسحراتي) واستعمال طبول (البدوق) المشهورة للإعلان عن دخول الشهر وأيضاً الإبلاغ بأوقات الصلوات وإيقاظهم للسحور وأحياناً إشعارهم بالإفطار وهو أمر غير منتظم في كل الأقاليم.
حلال بحلال أيضاً هناك ظاهرة جميلة تُدعى (حلال بحلال) بالتسامح في حين ضمنهم وخصوصاً المتشاحنين ويكون هذا في البيوت وفي المساجد ويقوم عليها مجالس مصالحة والعلماء إذ يحصر أهم من ضمنهم مشكلات ويتم الترتيب لجمعهم وإجراء التصالح.
أما موائد الإفطار ووجبات السحور
فتحفل بالأفضل وتركز على الأطعمة الصحية والفاكهة على وجه الخصوص ومن أشهرها شراب “تيمون سورى” وهو من شهور العصائر من فاكهة الشمام.
وهناك أيضاً حلوى البطاطا الشهيرة باسم “الكولاك”، في حين يبقى (الأرز) حاضراً في كل الوجبات وأفضله مِعِهُم ما يعلم باسم “ناسى جورينج”, ويقدم إلى طرف الأسماك أو الدجاج أو اللحوم.
كما تمت عادة الإندونيسيين عند الإفطار على تناول طفيف المشروبات والحلوى المحلية وعصائر قبل صلاة المغرب بعد ذلك الوجبة الرئيسة عقب الصلاة.
نشاط ديني مكثف
كما يبرز نشاط ضخم للمعاهد والجمعيات الإسلامية وتركز على الدعوة والإدلال وأنشطة “تدارس” للحلقات القرآنية وأيضاً مشروعات (إفطار صائم) ونحو ذلك. ويبرز في ذلك الشْأن أيضاً وبشكل مكثف عن باقي العام نشاط المعاهد والمدارس في برامج يسمونها (PESANTREN KILAT)، وهي عبارة عن أنشطة دينية وثقافية خاصة بالتلاميذ الذين يقيمون بنحو شامل في مرافقها.
غير أن “صلاة التراويح” هي شيء آخر بالنسبة للإقبال عليها وتختلف عدد الركعات من موقِع لآخر ما بين ثماني ركعات وتصل إلى 20 ركعة في إقليم آتشيه مثلاً.
كما تُقرأ الأذكار الجماعية بين الصلوات والاناث يحضرن أيضاً صلاة التراويح في موقِع في طرف المسجد. ويكون بالطبع لـ”ليلة القدر” ما يُعجز الوصف.
الشعب الإندونيسي عموماً وطن في غاية البساطة طيلة العام وليس فحسب في رمضان ولكن ذلك الشهر من الطبيعي أن يكون هناك احتفاء وحضور كبير لمشاعر أكبر بلد مسلم في العالم.
حب للعرب والمسلمين
وعن معالم من طبيعة حياة الناس في إندونيسيا يقول الشيخ والداعية إبراهيم الطلحة وهو اسم معروف في ذلك المدى في إندونيسيا: إندونيسيا بلد مذهل و90% من سكانها مسلمون.
مضيفاً: “إندونيسيا بلد حكمه الهولنديون حوالي 300 عام وعاث فيه اليابانيون والبرتغاليون وبالرغم من هذا حافظ ذويها على الإسلام كدين أول ورئيسي.
الإندونيسيين وطن في غاية الطيبة والبساطة ولهم تعلق وحب مختلف للمسلمين والعرب والسعوديين خصوصاً”.
ويؤكد: “الإندونيسيون بحاجة لتعليم أزيد في الدين الإسلامي بالذات وهناك الكثير من الأماكن فيها تتمنى أن ترى مُعلماً عربياً واحداً.
وبالرغم من تواجد مظاهر للتصوف في البلد إلا أنها تأتي عن طريق الجهل وليس تصوفاً علمياً بل يغلب عليها الجهل، لدرجة أنهم في هذا يخلطون النشيد الإسلامي بكلمات عدد من الأغاني العربية المشهورة.
عادات صحية وعودة لطباع الشعب
يقول الشيخ “الطلحة” الذي يُمضي معظم زمنه في إندونيسيا في نطاق الدعوة: “الإندونيسيون وطن عجيب وعندهم غرائب.
ومن خلال المعايشة من النادر أن تجد أحدهم مصاباً بالضغط أو السكر، بل إنهم حريصون على الرعاية بصحتهم وهي ثقافية إيجابية ورثوها وتربوا عليها فهم لا يحبون المشروبات الغازية ولا المعلبات بل وفيهم وفير لا يجلب السكر والملح إلى بيته، وستلاحظ أن المشروبات الغازية مثلاً لا تجدها في المحال والبقالات الشعبية ولكن في مواقع الخدمات السياحية.
وكلما ابتعدت في الأرياف لن تجد تلك المعلبات أو المشروبات الغازية”.
إندومي.. لا وعن مظاهر أخرى يضيف: “يستيقظون مبكرين ويتعرضون للشمس هم وأطفالهم ولذلك من النادر أن تجد مِعِهُم نقصاً في الحديد أو فيتامين د. الإندونيسيون كما يقول لنا أحد المرشدين المرافقين – وكانت مداهمة لنا – لا يأكلون (الإندومي) “إلا في حالة لا يخلق غيره”!.
بل يفضلون الأرز الطبيعي الذي يزرعوه وهو حاضر في وجباتهم الثلاث، ويقول لنا السائق “حلمي” إنها وجبة غير صحية.
والمراقب لحركة المرور في الطرقات مثلاً يلحظ كيف يتناغم الإندونيسيون بصبر وتوافق فمن المشاهد الإعتيادية أن يقوم أي أحد بتنظيم حركة المرور ويدخل بشكل مفاجئ ويوقف المركبات ويجوز لغيرها بالمرور ويحصل على مبلغ زهيد للغاية وفي نفس الزمن لا ينزعج أي جانب ويتفهم الجميع ذلك.
تسامح
عن الصفح في إندونيسيا يقول الشيخ الطلحة: “خلال 15 شهراً قضيتها هناك لم أشهد أي نزاع بين اثنين.
بل إن رسالة “العين” بمعنى الحسد لا يخلق لها ترجمة في لغتهم.
بل ومن الأمثلة التي تحضرني أنني كنت راكباً مع رفيق إندونيسي في مركبته واحتكت مركبته من مركبة قادمة بخطأ من تلك المركبة وكسرت مرآة سيارته.
تضايقت أنا وسألته كيف يتيح له بالذهاب فرد مبتسماً “لعله لم يرنا” بكل بساطة.
ويروي الشيخ الطلحة عن مظاهر التقدير بين الإندونيسيين أنهم لا ينادون أحداً باسمه مجرداً فإما “ِشيخ” أو “حاج” أو “أستاذ” أو نحوها وهناك صيغ تقدير وفقا مقام الشخص.
بل إن الحياء يغلب عليهم كثيراً، وفي المساجد وحتى المجالس الأخرى لو طلب العبور من أمامك يضع يده كمن ينتج حاجزاً وينحني ويمر سريعاً وهو مبتسم وخجل.

4

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى