صحيفة المختصر – جذبت صورة الحرم المكي الشريف التي عُرضت يوم أمس في معرض الفن المعاصر أنظار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإمرأته ميلانيا ترامب، وأجبرتهما على التوقف لفترة تعدت ثلاث دقائق لمعاينتها، والتركيز في أدق معالمها مستمعَين لشرح عن ملابساتها من قِبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – رعاه الله – بأن ذلك هو المسجد الحرام، وهذه هي قِبلة المسلمين.
هذه الصورة عُملت بآلية احترافية إبداعية تجمع بين صورة قديمة للمسجد، ترجع للقرن التاسع عشر، من تصوير المصور عبدالغفار، وهي من أرشيف شركة مكة المكرمة، وصورة أخرى حديثة لموقع الحادثة نفسه، من تصوير المصور عبدالرحمن عبده، والتقطها عام 2012م.
وبإمكان المتلقي أن يلاحظ الفَرْق بين الصورتين، والمقارنة بينهما، وملاحظة التحولات المعمارية والاجتماعية الحادثة حاليًا، وحينها يتساءل المتلقي وينتبه لردة فعله وتحوله التلقائي عن أي الاتجاهين؟ ولكل وجهة هو موليها.
وكشف أحمد سامي عنقاوي، الفنان والمصمم الحرفي الذي شغل هذه اللوحة الفنية الضخمة، أن العمل جرى تنفيذه عام 2013، واستغرق تنفيذه حوالي الشهر، وأن الفرق بين الصورتين يبلغ حوالي الـ “100 عام”، وأن موقِع وقوف المشاهد سيحدد له زمن الصورة.
كما بيَّن السر في تسميتها بـ”وجهة 2: 148″ بأنه يقصد به القرآن الكريم السورة 2 الآية 148.
ويصف عنقاوي السعادة الهائلة التي غمرته عقب الإشادة التي نال بها من قِبل الملك سلمان – رعاه الله – وأيضا الرئيس الأمريكي الذي وصف ذلك العمل بالمميز والفريد، وأنه لم يراقب في حياته مثيلاً له. كما عبَّر عن بالغ سعادته بلقاء الملك سلمان، والوقوف أمامه، وأن إعجاب الملك – رعاه الله – بواحد من أعماله هو شرف كبير له ولكل الفنانين والمصممين السعوديين الذين تشرفوا بعرض جزء من إبداعاتهم في معرض الفن المعاصر.
ويعتبر أحمد عنقاوي أحد عيال مكة المكرمة، وحصل على درجة البكالوريوس في التصميم الصناعي من معهد برات في بروكلين في مدينة نيويورك الأمريكية، أيضا توج على درجة الماجستير في الفنون التقليدية من مدرسة الأمير للفنون التقليدية في مدينة لندن في المملكة المتحدة، وهو المدير لبرنامج منزل الفنون التراثية الموجود في مدينة جدة بالحي التاريخي.
ويستوحي “عنقاوي” أعماله من التنوع الغني في ثقافة الحجاز، وتدور أهم أعماله حول الحالة الإنسانية، في حين تحيي أعماله أيضًا الثقافة والتراث والبيئة.
يُذكر أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز قام بصحبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بزيارة لمعرض الفن المعاصر في الرياض على هامش زيارة الرئيس الأمريكي التاريخية الحالية للمملكة، التي ستستمر لفترة يومين.
ويهدف ذلك المعرض إلى إبراز الفن المعاصر السعودي، مع التركيز على إبداعات جيل الشباب، إلى طرف عرض عدد من الأعمال الحرفية لجماعة من الفنانين السعوديين والأمريكيين.
