تناولت إحدى حلقات مسلسل “العاصوف” على الام بي سي في المملكة العربية السعودية، حكاية مداهمة الحرم المكي من قبل جهيمان العتيبي ومناصريه، وسط دعوات لمقاطعة المسلسل، وأخرى مؤيده لعرضه.
لكن بغضّ الاطلاع عن النقاش والبلبلة اللذين أثارهما مسلسل العاصوف الجزء الثاني، من هو جهيمان العتيبي؟
جهيمان العتيبي ولد عام 1936، وهو أهم الأسماء وقائد عملية إستيلاء على الحرم المكي عام 1979.
كان جهيمان موظفاً في الأمن الوطني السعودي لثمانية عشر عاما، وكان قد درس حتى الصف الرابع من الفترة الابتدائية، وانتقل بعدها إلى الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، وهناك التقى جهيمان بـمحمد بن عبد الله القحطاني، أحد تلامذة الشيخ عبد العزيز بن باز.
تزوج جهيمان شقيقة محمد القحطاني لتبدأ بعدها واقعة الحرم المكّي الشهيرة، والتي اعتبرها منفذوها مبايعة محمد عبد الله القحطاني، خليفة للمسلمين، وإماماً لهم على أنه المهدي المنتظر.
وبرجوعنا إلى حياة جهيمان، نشأ جهيمان العتيبي في ساجر، إحدى المستوطنات البدوية التي أنشأها مؤسس المملكة العربية السعودية وأول ملوكها الملك عبد العزيز آل سعود، وسميت بالهُجر، ويُسمّى سكانها بالإخوان أو “إخوان من أطاع الله”؛ وشكلوا قوة عسكرية مع الملك عبد العزيز في الثلث الأول من القرن العشرين، وحاربوا بقيادة رجل يلقب سلطان بن بجاد، إلى أن اختلفوا بداعي منهج التحديث الذي كان يتبعه الملك عبد العزيز ال سعود ورغبة الإخوان دائماً “الجهاد” والغزو نَحوَ مناطق في الكويت والعراق الحادثة أسفل الإنتداب البريطاني، فتواجهوا في معركة السبلة، هُزم فيها الإخوان، وألقي القبض على بن بجاد وسُجن حتى وفاته.
شاركت نشأة جهيمان في ساجر بتشكيل ضغينة للنظام الحاكم، وكان لا يتهم بشكل علني بالولاء للنظام.
يؤمن المسلمون بقدوم مجدد للدين كل مائة عام، بقول الرسول صلى الله عليه وسلم “يبعث الله على رأس كل مائة عام مَن يجدد لأمتي دينها”، كما تؤمن عدد من الطوائف بقدوم الإمام المهدي المنتظر في آخر الزمان والذي يوصف بأنه من آل منزل الرسول، واسمه “محمد”، واسم أبيه يوافق اسم أبي النبي، ويلوذ المهدي بالمسجد الحرام.
