تقع البوسنة والهرسك في الجزء الغربي من شبه جزيرة البلقان ، تحدها جمهورية كرواتيا من الشمال والغرب، وصربيا والجبل الأسود من الجنوب والشرق.
وتبلغ مساحتها نحو51129 كيلومتر مربع، ويبلغ عدد سكانها 4.124,256 نسمة (حسب إحصاء اهالي عام 1991م).
كانت تدين بالنصرانية حتى دخول السلطان محمد الفاتح عام 1464 م ليتحول غالبية سكانها إلى الإسلام .
ظلت الحروب سلسلة بين الدولة العثمانية وبين روسيا والدول الأوربية التي يستثيرها البابا وذلك فترة خمسة قرون، حتى جاء مؤتمر برلين سنة 1878م وهو بمثابة اللطمة للمسلمين، حيث منح المؤتمر للإمبراطورية الأسترو هنجارية ( النمسا و المجر حاليًا ) الإدارة المؤقتة على البوسنة والهرسك، ورحيل الدولة العثمانية مطلقاً عنها .
وفي عام 1918 م تكونت مملكة يوغسلافيا التي تشمل الصرب والكروات والبسنة والهرسك ، وبعد الحرب العالمية الثانية استولى الشيوعيون على السلطة في يوغوسلافيا وكان ذلك عام 1945م.
وفي عام 1991 شرعت يوغوسلافيا في الانقسام على ذاتها عقب أن ذكرت كل من كرواتيا وسلوفينيا استقلالهما بعد ذلك جرى الإبلاغ عن الاستقلال في البوسنة والهرسك عام 1992 إثر استفتاء، فعارض عدد كبير من الصرب الذين يعيشون في البوسنة والهرسك إعلان الاستقلال، واستهل الصرب الذين كان يساندهم الجيش اليوغوسلافي القومي حرباً ضد كل من لم يكن صربياً.
وانتهجوا سياسة التطهير العرقي ، و في عام 1992 شرعت الولايات المتحدة في رفع تقارير عن عدد من حوادث انتهاكات حقوق الإنسان في البوسنة وأفادت تلك التقارير أن صرب البوسنة قد عذبوا وقتلوا كثيراً من مسلمي البوسنة والكروات في عدد من معسكرات الاعتقال ، وبالرغم من القصف المدفعي غير المنقطع الذي يقوم به الصرب لعاصمة البوسنة والهرسك سراييفو وغيرها من المدن، فإن مجلس الحرس الذي يتبع للأمم المتحدة حظر توصيل السلاح لمسلمي البوسنة وفرض حصاراً على الصرب كان غير ذي جدوى ، فظلت الأمور في اضطراب حيث كان الصرب يخترقون أي هدنة تعقد بوساطة آخرين وكانت الدول الإسلامية تبعث إمدادات الغذاء والدواء إلى أولئك المحاصرين من المسلمين من قبل الصرب ، وبالرغم من هجمات حلف شمال الأطلسي على المواقع الصربية بقيت الحرب الدامية متواصلة حتى عام 1995 ، حيث جرى عقد معاهدة دايتون للسلام و كانت هذه الاتفاقية بين كل من البوسنة و الهرسك و كرواتيا و صربيا ، و التي كانت تنص على توقيف الحرب ، و لكن مع الأسف خلفت تلك الحرب الكثير من المآسي حيث كشفت الإحصائيات مصرع ما يرفع عن 150 ألف شخص من ضمنهم ما يرد إلى ألف طفل ، أيضا جرى تدمير عدد كبير من البيوت و المستشفيات و المدارس و المساجد ، أيضا جرى الوجود على العديد من الألغام في مسافة تمتد إلى 300 كم .
